
نحن نفهم ماوراء محاربة وشتم وقذف وسب وافتراء وكذب الاخوان المسلمون وبقايا الماركسيون الليبيون وحزب البعث العربي الاشتراكي سابقًا ، تجاه المناضل الشعبي الليبي والوحدوي مصطفى الزائدي، فذلك نتيجة تاريخ نضالي ومواقف فكرية وسياسات وصدام ومعارك على الساحة الليبية والعربية منذ عام 1971م نحن شهداء عليها.
كان ذلك نتيجة المعارك التي كانت تشتد وتهدأ بمقدار الإنجازات التي كانت تحققها القوى الوطنية محليًا وعربيًا ودوليًا. وكلما اشتدت المواجهة بين القوى الوطنية بقيادة معمر القذافي والقوة الغربية الظالمة وقوى الرجعية العربية العميلة، نجحت القوة الوطنية بقيادة القائد رحمه الله احيانا وفشلت في هذه المعارك حينا. وفِي كل تلك المعارك كان مصطفى الزائدي فى قلبها ومن قياداتها، قياديًا في اتحاد طلاب ليبيا ومناضلا في الاتحاد الاشتراكي، ثائرًا في الثورة الشعبية
وقائدا شعبيا في المؤتمرات واللجان الشعبية، يحاضر ويُرَشّد ويبني مع زملائه وابناء وطنه من خلال اللجان الثورية، سلطة الشعب ، ذراعًا حينا وعقلًا احيانا. منفذا لتوجهات قائده الفكرية والسياسية. لم يخف يوما من شدة الهجمات والمؤامرات الداخلية والخارجية ولم ينافق يوما عندما يرى خطرًا من بعض الدخلاء على الثورة
ولو تحصّل بعضهم على لقب ثوري او رفيق او قريب .
ارتبط بالثورة وقائدها، ناصري الهوى قذافي الهوية شأنه شأن ذلك الجيل الذي وجد في القائد معمر وما يطرحه محليًا في العدالة الاجتماعية والانتصار للفقراء وعربيا في الوحدة وعالميًا في عدم الانحياز بخلفية ناصرية، منهجًا فكريًا ظل متمثلًا في مواقف الزايدي منذ 1970 الى اليوم .
يفتخر بنجاحات سبتمبر ويتحمل إخفاقاتها سواء عندما كان مواطنا ثائرا في الشارع او مسئولاً في أمانة اللجنة الشعبية العامة او مقاتلًا فعليًا ضد الناتو ثم حاملًا لراية المقاومة ضد الفكر الاخواني ومليشياته وأحزابه في مؤامرة اليوم، صريحًا في انحيازه للقوات المسلحة العربية الليبية وقيادتها كأداة لإعادة الدولة وقهر المليشيات.
يساهم مع زملائه بقدر الإمكان في العمل من اجل استرداد ليبيا
وفق معطيات نضالية صعبة خلقها الواقع الدولي الجديد ومؤامرة الربيع العربي. هذا الواقع الذي حَدّ من حرية الحركة وضيّق فرص النضال من دعم مادي الى احتضان سياسي.
يعيش الرجل اليوم، شانه شأن رفاقه من عمل يده. يُقسّم وقته بين لقمة العيش والعمل مع رفاقه من اجل الوطن. يجتهد رافعاً راية المقاومة، بما آتاه الله من حكمة أسوة برفاق وطنيين بالداخل والخارج.
ليس ما دعاني الى كتابة هذه الكلمات أنّ الزائدي محتاج لمن يتكلم عنه تلميعاً لصورته او لإنه مدان يحتاج الى من يعطيه شهادة في الوطنية ونظافة اليد، ما دعاني لذلك هو التنبيه لبعض الشباب الذين يتكلمون باسم الفاتح ويقفون في نفس طابور الاخوان المسلمون في موقف غير مبرر من قيادات سبتمبر. بعض هؤلاء الشباب لم تتزوج أمه ابيه ولم يدخل بعضهم المدرسة عندما كان الزائدي ومن في عمره مقاتلون في خَندق الثورة ويقودون معاركها، يسعدون لانتصاراتها ويتحملون وزر أخطاءها.
وحتى لا يُسخّر الأعداء هؤلاء الشباب في معارك داخل القوى الوطنية او ينقلوا الصراع الى داخل تيار ثورة الفاتح، فإنني أُنبه هولاء الى أولائك ( القاعدون )على قارعة النضال؛ لا تجعلوا من خلافاتكم السياسية السابقة في داخل تيار الفاتح ميراثًا يحجب عن عيونكم وعقولكم اختلاف معركة استرداد الوطن اليوم عن خلاف حول السلطة طيلة أربعون عاما مضت ، كان البعض يرون فيه غنيمة وجاهاً. لا يجب ان نُسقِط كل ذلك الخلاف على معركة استرداد وطن يكلف المناضلون وطنهم ورؤوسهم وابنائهم وبيوتهم واهلهم ورفاق صدقوا ما عاهدو الله عليه.