قيم غربية
في بيان أعتزال اللاعب الألماني ذو الأصول التركية مسعود أوزيل 2018 ( المعاملة التي تلقيتها من الاتحاد الألماني وآخرين جعلتني لا أرغب في ارتداء قميص ألمانيا .. أشعر أنني غير مرغوب وأعتقد أن كل ما حققته منذ مشاركتي الأولى مع المنتخب في 2009 قد تم نسيانه .. الأشخاص أصحاب الخلفية العنصرية لا ينبغي السماح لهم بالعمل في أكبر اتحاد كرة قدم في العالم يوجد به لاعبون من أصول مزدوجة .. بحزن بالغ وبعد فترة تفكير طويلة بسبب الأحداث الأخيرة لن ألعب مع ألمانيا على المستوى الدولي مرة أخرى بسبب شعوري بإهانة عنصرية وعدم احترام .. اعتدت ارتداء قميص ألمانيا بفخر وحماس لكن لا أشعر بذلك الآن .. في أعين رئيس اتحاد الكرة .. أنا ألماني عندما نفوز ، ومهاجر عندما نخسر )
في بريطانيا أنهالت الإساءات العنصرية بحق لاعبي الفريق السود على خلفية فشلهم في تسجيل ركلاتهم الترجيحية في نهائي كأس أوروبا لكرة القدم 2020 .. وفي فرنسا شبهت صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية لاعبي المنتخب الفرنسي المتوج بمونديال روسيا 2018 بـ "القردة" لأن أصولهم أفريقية .. ونشرت الصحيفة كاريكاتيرا يظهر قردة يلبسون الأزرق ويحملون كأسا على شكل موزة تشبه كأس العالم ، ويسأل أحد القردة هل هذه برتقالة ؟ ويسأل قرد آخر هل هذه موزة ؟ ..
اليوم الصحف الفرنسية بتعمد تنشر سبب خسارة النهائي بقولها أن أورليان تشاوميني من أصولٍ كاميرونية ، وكينغسلاي كومان، من أصول غينية ، كلاهما أضاعا ضربتي جزاء ، وأنهالت التعليقات العنصرية بوصف اللاعبيين ( القردة ، السود ) ..
هذه نماذج فقط .. وستمر كحادث عابر ، دون أن يصف الإعلام بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأنهم عنصريين .. بينما طلب ماكرون جلسة طارئة لمجلس الأمن وأجتهد مندوبي بريطانيا وأمريكا في خطب الإنسانية لمجرد نشر مقطع من خمس دقائق عن معاملة الأفارقة في ليبيا ..
أزدواجية سخيفة ، ومجتمعات مأزومة ، وإعلام مأجور ، يتلاعب بالعواطف ويتاجر بالإنسانية وفق الأهواء والمصالح .. وللأسف بعضنا مغسول عقله ومهووس بالنموذج الغربي ..
والسؤال إذا كانوا يسخرون من لاعبين سمر رغم أنهم يحملون جنسيات بلدهم ويلعبون لفرقهم ، فكيف تنظر الجماهير البريطانية والفرنسية للسمر الذين هتفوا لساركوزي وكاميرون وبرناردلفي في ليبيا أو سوريا أو العراق ؟ ... الفارس الليبي