صفقات للجياع أم للأغنياء
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ( إن قرار روسيا الانسحاب من اتفاق الحبوب سيوجه ضربة إلى المحتاجين في كل مكان )
ردت موريثي موتيجا ، مديرة برنامج إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية ( لم يتم تسليم الكثير من الحبوب الأوكرانية للبلدان الفقيرة في أماكن مثل إفريقيا ، كما تصورتها الأمم المتحدة في البداية )
دول الغرب تتهم .. الأمم المتحدة تنتقد .. الإعلام الغربي يصرخ .. توقف إتفاق الحبوب سيقود للجوع ..
الأمم المتحدة تعهدت أن الحبوب ستذهب للدول الفقيرة المهددة بالجوع .. لهذا سمحت روسيا بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية بوساطة تركية ..
لكن وفقا للبيانات من الأمم المتحدة ..
كان أكبر المستفيدين ، الأتحاد الأوربي أستلم ( 41% ) .. الصين مايقارب ( 20% ) .. تركيا ( 10% ) .. أما الدول الفقيرة والتي تشمل حسب تصنيف الأمم المتحدة أفغانستان واليمن والصومال والسودان وإثيوبيا لم يصلها إلا ( 2% ) ..
هل عرفت لماذا الصراخ الغربي .. ولماذا أوقفت روسيا الإتفاق .. ولماذا الإعلام الممول والموجه ونخب مثقفي الإرتزاق يصرخون ويتهمون ؟
صراخ وأتهامات الأمم المتحدة والغرب ليس من أجل الجياع والفقراء في العالم بل من أجل الدول الغربية .. وكالعادة يسقط بعضنا في فخ الخديعة بظن أن دموعهم وشعاراتهم وأتفاقاتهم لأجلنا وأجل الفقراء .
وتأكيد لموقف روسيا الأخلاقي .. بعد إيقاف الأتفاق مع الأمم المتحدة ، أعلن الرئيس الروسي بوتين خلال قمة مع قادة أفارقة في سان بطرسبرج أن روسيا ستقوم بإيصال صادرات الحبوب الأوكرانية إلى أفريقيا مجاناً ، إلى ست دول في غضون ثلاثة أشهر ( بوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وإريتريا ) حيث ستحصل على ما يتراوح بين 25 و50 ألف طن لكل منها .
علينا الفهم قبل أن يخدعنا الإعلام المأجور ومحللي الإرتزاق .. وعلينا إدراك لماذا الشعوب وقادة العالم الثالث بدأت ترفض الهيمنة الغربية وسيطرة الدولار ووصفات الديمقراطية الغربية .. بل وتطالب بخروج القواعد العسكرية الغربية والتعامل بالعملات المحلية وكشف ألاعيب الأمم المتحدة وأذرعها الخبيثة ... الفارس الليبي
