{1}
بعد سنين ثمان، "القينا ابلاد خير من ابلادنا ،
و هل خير من هلنا" فيها :
كل الليبيين محللون سياسيون فلا تخلو اذاعة من حضورهم بهذه الصفات الكاذبة. لاتشترط الإذاعة في ضيوفها ، أن تكون الصفات التي يظهرون بها حقيقية، لأنها لو فعلت ذلك، و ليس في نيتها أن تفعل، لما وجدت من يتكلم فيها ...
و كل الليبيين خبراء سياسة و اقتصاد و علم اجتماع و حضارة، فلا يخلو مؤتمرا منهم
و كلهم اصحاب رأي و أدبارة..
و كلهم لا مبالين ، لايهمهم اذا باع تاجرهم ولي امرهم و اغدق عليهم أو وضع ما تقاضاه في جيبه او تقاسمه مع اللصوص الذين نصبهم الناتو و جميعه .. في الواقع هم ليسوا لصوصا حتى إذا كانت الناس تراهم كذلك .. و من هم الناس حتى يروا، أو يكون لهم رأي؟ ..
اللصوص ملكوا مفاتح الخزائن و احتجوا بالقرءان.. "أو ما ملكتم مفاتحه "
و لكن لا أحد من الليبيين يسأل من ملّك اللصوص مفاتح خزائنهم ؟
كل الليبيين صاروا مرموقين ، حتى من كان مطموسا بإمكانه أن يكون مرموقا ... هناك عشرات المنظمات لمجتمع مواز ، قد يكون هو المجتمع الحقيقي ، يعرف بالمجتمع المدني ، يمكن لمطموس في عهد الطاغية المظلم ان يكون أوتكون في ذلك المجتمع ، التابع للمجتمع الدولي ، قمراً بازغاً أو حتى شمساً و ربما سهيلاً أو جدياً أو مرزما أو تكون ثرية أو جوزاء تُرى في الليل و النهار ... ليس المهم أن يكون مؤهلاً، يكفي أن يدوّن في إستمارة القبول أنه "جاهل طاغية" ليحظى برعاية الأمم المتحدة ، التي تعيش من الأمم "المتخذة"، كليبيا و غيرها حيث ترث تركاتها و ترزق منها أهلها الأحق بها، بهيئة حضور فقط باعتبارهم "أولوا قربى و يتامى و مساكين"..
وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (8) سورة النساء.. قرءان
{2}
في ليبيا التي جهلها الطاغية ، كل الجاهلين الذين تخرجوا من جامعات الطاغية الاكثر من عشرين
تعلموا بالمجان و تخرجوا فيها و تعينوا بالواسطة و فتحوا مكاتب محاماة و عيادات و مدارس خاصة و مكاتب استشارات و شركات تهريب الدينار مقابل الكناسة و السم و يبيعون بالغلا و الكوى و يسلبون الشعب الذي علمهم ما في جيوبه و لا يدفعون حتى رسوم تراخيص العمل و فضلوا الحصول عليها بالرشوة ... علما بأن قيمة الرسوم رمزية و قيمة الرشى مليونية و لكنهم يفضلون الرشوة عليها ...
هذا الخليط الليبي يعترف بجهله صراحة و لكن :
1- يرى في النهر الصناعي العظيم مشروعاً فاشلاً ، رغم أنه جاء بعد دراسات علمية اعدتها بيوت خبرة دولية ، و هو يرى أيضا أن محطات تحلية ماء البحر أجدى نفعا من النهر حتى و هو عاجز تماما عن تشغيل محطتين لتحلية المياه، في ليبيا بناها الطاغية ...
2- هذا الخليط يرى في سياسات ليبيا التي كانت قبل أن يولد و معاركها من أجل أمنها القومي سياسات ضارة و فاشلة ، حتى و هي قد صنعت ليبيا المهابة..
3- هذا الخليط يرى في قدرة الليبيين على العلاج في الخارج و العيش في الخارج نقيصة، و لم يسأل نفسه من أين إكتسب هذه القدرة على العلاج ، و لماذا يتعالج في الخارج و يدفع من أجل العلاج و يتحايل على الرسوم الرمزية لصرف الأدوية من الصيدليات العامة ، و لماذا يشجع العيادات الخاصة التي يشغلها أطباء يتقاضون رواتبهم من خزينته العامة، و يسحبون مواد تشغيل عياداتهم من المشافي العامة..
4- هذا الخليط لايرى ابناءه المتفوقين في جامعات الخارج و الذين درسوا على حسابه ، و حين تخرجوا امتنعوا عن العودة و فضلوا البقاء في الخارج لأن ليبيا " لمعيشة فيها ما تنطاقش"..
5- هذا الخليط تواطأ مع السماسرة و المرابين و مكنهم من اقتصاده و يدعمهم بشراء ما يستوردون من أجله لأجلهم ...
{3}
إلّا،
أين الاف قضاة هذه البلاد، أين الاف اساتذة جامعاتها ، و أين الاف ضباط جيشها و أمنها ...
أين محاموها ...
أين مليونها الحافظ للقرءان ...
أين الذين يدعون حبها و يتباكون عليها
أين هم مما حل بها ...
امّا عن اللعب بالنّار الذي تنعقد جولته الحالية في طرابلس فلا يراه أحد من الكبائر ، فقد تعود الليبيون أن يولغوا في دماء بعض و يتلذذون بتذوقها ...
الغريب أن يصمت من يجب أن يتكلم أوان الإستهانة بالنفوس التي حرم الله قتلها ...
أين علماء الحديث ، مما يجري ؟ أم أن " كل المسلم على المسلم حرام..." عبارة لا تُقال إلّا حين كان يعم ليبيا الوئام و كأنه تذكير لأهلها بأن لا ينسوا أن يتقاتلوا، أم أن من يقتلون و يقتلون ليسوا مسلمين!!!
يتبع/...