-->
الد لــAL-DALEELــيـل الد لــAL-DALEELــيـل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

في يوم الوفاء المقبل&بقلم Ramadan Abdussalam

[الثانية و الأخيرة]
{1}
هناك خليط ليبي آخر يعترف بمأساة ليبيا و يدرك المخاطر التي تواجهها و قد شخّص داءَها و عرف دواءَها . تحليله لما هي فيه صائب و لكنه:
خليط لا يلتقي مع بعضه، و إذا التقى يختلف حد الشقاق، فلا يتفق على رأي،و لا يخرج بحل. خليط تحول إلى شيع و أحزاب ، رغم أنه كان يمقت التشيع و يستنكر التحزب و حتى يجرّمه... هذا الخليط يناجي بعضه، و يتعاطف مع بعضه؛ و لكن كل بعض منه؛ لا يقبل رأي مخالف من بعضه الآخر؛ لأنه يريد أن يكون الرأي رأيه، و بنات يديه...
في الواقع ليس هناك من اسباب تدعو لأن يختلف هذا الخليط ، و لكنه خليط من يوم يومه ، و منذ أن تآلف على نية غيره، و هو يختلف لأنه ليس اكثر من جماعات .. جماعة افلان وجماعة علان..
لقد صار بعد أن فقد من كان يجمع شمله؛ اشتاتا متفرقة ، بلا حيلة و لا قوة . صار مثل " جلم طار مسماره" في تشبيه مستعار من صديق عزيز ...
الخليطان أو قل الأخلاط كلها ، كانت قبل ثماني سنين في أرغد عيش ، بلادها مهابة و خيرها "وجيد" و هي في " اخيار الخير" ،و لأنها كسالى تتلذذ بحياة الدعة و الخمول، فقد اشركت جوارها في العيش معها و التمتع بما تملكه.
جوارها، الذي صار يخدمها، فيقوم لها بكل شيء،و يشاركها حتى خزائها، و لولا أن حافظ خزائنها لا ينام الليل إلا و قد امتلأت تلك الخزائن من جديد ، لخلت من كثرة اسراف و تبذير الشعب الكسول العنيد..
لا ينام الطاغية الليل من أجل هيبة و أمن و طعام الشعب الكسول العنيد، الذي ما أن يستيقظ حتى يبدأ في إفراغ خزائنه، و في افساد " درائبه"...
{2}
لم تبذّر هذه الأخلاط ما في خزائنها فحسب، بل أفسدت نظامها كله ، قبل أن تسقطه، وعاثت و عبثت بكل شيء و هي تحتج بعدم وجود قوانين و املها في مشروعات وهمية، تبيع أحلاماً و همية هي الأخرى ... كان الدستور شاغل تلك الأخلاط التنبالة، العاجزة رغم أنها ليست في حاجته ...
و هل يحتاج تالد في التاريخ إلى دستور؟ كيف تعيش بريطانيا بلا دستور ؟ و كيف يعيش الإسرائيليون بلا دستور رغم أنهم طارئون على التاريخ و الجغرافيا من الناحية السياسية؟ لماذا تجاهل الأميركيون اللغة و الدين في دستورهم؟
و هل ستحتكم هذه الأخلاط لدستور و هي لا ترعى حتى الله في نفسها، و تتسابق على التقاتل بالبارود ...
في بلاد الأخلاط، ليبيا القائمة قبل التاريخ، دستور ملكي يتحزز به عشاقه، و لايعرفون محتواه و لايعرفون أنه لم يكتسب شرعيته، لأن الليبيين لم يستفتوا عليه ابداً و لم يشاورهم أحد فيه ، و اعلان دستوري جمهوري نساه حتى من صنعه ، و وثيقة حقوق شاملة، يفترض أن الليبيين هم من صاغها وقت أن كانوا جماهيرية، و في بلاد الأخلاط أيضاً، قوانين نافذة تم سنها خلال ستين عاماً تغطي كل المناحي،
منها ما هو في مضمون الدساتير و شكلها كالوثيقة الخضراء لحقوق الإنسان ، و قانون تعزيز الحرية، و قانون الجمعيات الأهلية ،و قوانين محاربة الجرائم الاقتصادية و الفساد المالي و الإداري و حماية البيئة و الآثار و حتى منع ذبح إناث المواشي و محاربة الإشاعة و الإرجاف و حقوق المرأة و حماية هوية ليبيا و غير ذلك ، و لكن :
وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) قرءان .. من سورة الإسراء
وليست القرية هنا إلّا الجماعة، لا المكان...
{3}
في يوم الوفاء المقبل، 30 |9|2018 الذي ما صنعت ليبيا مثله في تاريخها ، هل تتذكر الأخلاط الليبية الطاغية ، و لو لأنه رعى حق الله فيها، فحماها من الخوف و حفظها من الجوع ، و صنع وفاقها بعد تشتتها، و هيبتها بعد هوانها ، و عزها بعد ذلها ، أم أنها لازالت كما كانت " تأكل الغلة و تسب الملّة"، و تظل تتحايل على نفسها و تتمسك بالأوهام و حتى تبيعها للبسطاء تحايلاً كي تسقط واجبها ...
متى تسكت أبواق الفتنة كلها، و هي كل القنوات التي تدعي ليبيتها بلا استثناء؟
من هذا الخليط الذي يشبه الشعب؛ إن أفضل ما يقدمه من يظنون أنهم فيه ، أوفياء لمعمر القذافي هو أن يلتقوا جميعا و أن يتفقوا على أمر واحد هو تمكين الليبيين من إستعادة بلادهم ، و ذلك بكف الألسن و كل الجوارح؛ عن الخوض فيما جرى و البناء على التوافقات التي كان يصنعها الطاغية الوفي من خلافاتهم...
يجب أن يعمل الجميع بقاعدة التراتبية العمرية و الوظيفية .. القدم و الحداثة.. الأكثرية و الأقلية... ان يستمع الجميع إلى الجميع ، يتشاورون فيقرون أو ينكرون ، على قاعدة إبعاد الأجنبي أيا هو و في مقدمته ما يُعرف بالأمم المتحدة ...
و استبعاد السلاح كذلك و تحريمه...
هل في يوم الوفاء المشهود تتنازل الأخلاط التي تعرف مشكلة ليبيا و تعرف حلها ، فتجتمع كلها على نية إخراج البلاد من محنتها ، و ليس نية حكمها ، و تمكين جيل وطني من قيادتها يُعرف من سيماه ، ليس طرفاً في حروب العبث الليبية و لا يسعى لمكاسب مادية فهو سيخدم بلاده تطوعاً إلى أن تنهض ، و ليس رهيناً للأجنبي و لا يعرفه و ليس عاجزاً عن صياغة دستور لبلاده حتى يلجأ إلى سلطنة تعيش في وئام و رغد بلادستور، لتكتب له دستوراً ، جيل وفي يفاخر بأنه درس في ليبيا أو درس لأجلها و عاد ليخدم فيها و لا يرى في الليبيين إلّا أخوة دم و انتماء و مصير، و لا يهمه ما مضى منها إلا أن يبني على ما يراه منه متيناً صالحاً، و يزيح عنه ما يراه واهناً ...
هل تفعل ؟

عن الكاتب

فراس الفارس
  1. فرق كبير بين أمة كان دينها الإسلام .. و قدوتها محمد خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام ومعبودها الله الواحد الأحد العلام .. و بين أمة صار دينها النفاق و الكذب .. و قدوتها أبو لهب .. و معبودها الدولار والذهب !!

    ردحذف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

الد لــAL-DALEELــيـل

2017