صرخت سرقيوة من شرفة شقتها .
وكبر المبروك من منبر الصلاة .
وخطب عبدالجليل من منصة الميدان .
وحرض الشمام من شاشة الجزيرة .
وهتف حفتر وسط المرتزقة الأفغان والمخابرات الأمريكية وجنود قطر وخريجي السجون ومتعاطي المخدرات وعملاء الخارج .
جميعهم كانوا تلاميذ نجباء يستمعون بإصغاء لمبعوث الإليزيه الصهيوني الذي يفخر بيهوديته وعلاقته بعصابات الصهاينة . والجميع يهتف ويكبر بالدمع ويحاول شق الزحام الذي وصفه ليفي بأنه بحر من البشر ليصل لذلك القديس ويقبله ويطوق عنقه براية الديقادوستا وينتظر الخير الذي وعد به قادة الأوديسا كما صدق سيدنا أدم وزوجه وعد أبليس بأن يكونا ملكين ومن الخالدين بعد الأكل من الشجرة التي نهاهما الله عليها .
بينما في الجهة الأخرى
الحاج امراجع مشري المغربي ببساطته ونقائه وطيبته وإيمانه العفوي الذي لم يلوثه مال الحرام ولامغريات قطر والإمارات ولا وعود مخابرات أمريكا وفرنسا كصحابة الأنبياء البسطاء . يصدح عاليا تحت أزيز طائرات الناتو ( أحنا 42 سنة أصبحنا خوت مش رفاقة ولما نسمعوا حاجة في معمر كأنها صايرة فينا أحنا . ونحنا نموتوا معاه ولانخشى إلا ربنا فقط . ويعيش معمر ديما ديما . وخشمه فوق . أرفع خشمك فوق وراك تريس . والفاتح ديما ديما )
والحاج سعد المريمي الزواوي بكل تجربته المريرة تحت حكم الطليان والإنجليز الذين عبثوا بالكرامة وأغتصبوا الحقوق وأستباحوا الأرض والعرض وبكل شكره لله على نعمه بطردهم وإسترداد الأرض والسيادة والعيش الكريم بعد ثورة الفاتح . يصدح عاليا ( ماتجيبونا الكفر . القذافي حررنا وخلانا شامرين روسنا . والله حتى لو مشى القذافي ومشينا احنا الشياب والله تجي على خشومكم . الله ينصر معمر وماتواطيله راس . معمر وعمر المختار وعبدالناصر عقبوا تاريخ ويقعدوا ديما في جيل الجيل )
...
كان الخيار صعب أمام الناس كما كان في الأمم السابقة عندما وضعت أمام خيار الحق متبوعا بالأذى والألم والعذاب والصبر وخيار الباطل متبوعا بملذات الدنيا ومغرياتها .
وكما أختار أبولهب وزوجه حمالة الحطب السير خلف أبوجهل أختار رفاق إيمان العبيدي وسرقيوة والساقزلي والأطيوش وحفتر السير خلف برناردليفي
وأختار البسطاء والصادقين من رفاق السنوسي الوزري وفتح الله الشهيبي وعبدالعاطي العبيدي والكزة وجنود الفضيل والجويفي وعمر المختار السير خلف معمر القذافي والمريمي وامراجع المغربي .
ولن نسأل من كان صادقا وكأن الله أنطقه برؤية ثاقبة وحكمة وبصيرة نافذة ومن كان كاذبا مخادعا جاهلا أنطقه الشيطان زورا وفجورا وظلما . فالواقع بكل تفاصيله يحمل الإجابة الشافية .
....
الإمتحان كان صعب وشاق وقاسي
والكثير سقطوا مثلما الكثير أنتصروا
واليوم نسرد هذا ليس للتشفي والمعايرة
بل للتذكير فان الذكرى تنفع المؤمنين
بأن الذين مازالوا أحياء الفرصة مازالت أمامهم للتوبة من الخطيئة والإستغفار من الذنب والرجوع عن الضلالة وطلب الصفح والعفو ممن ظلموا وسجنوا وهجروا وأتهموا زورا وبهتانا . لعل الله يرفع عنهم وعن البلاد البلاء وينزل عليها طمأنينة ويلبسها سندس أخضر وإستبرق ويسقيها غيثا نافعا يزيل الظلم ويبعث الأمل والفرح من جديد