الأولى سقطت من علياء ناصر التحدي والقيادة والتأميم إلى قاع التطبيع والتفريط والعزلة
والثانية سقطت من علياء القذافي الإجلاء والمواجهة والوحدة إلى قاع الوصاية والتبعية والخضوع
الأولى أهملت جنازة الضابط الحر الخويلدي الحميدي الذي كان شريكا في نصر أكتوبر . وهرولت لجنازة مجرم الحرب شمعون بيرير الذي كان مهندس العدوان الثلاثي على مصر .
والثانية أدرات الظهر لجنازة ضباطها الأحرار الخروبي والقانقا والفيتوري وأمبيرش والدعوكي وعبدو الذين كانوا ندا لفرنسا في تشاد وأمريكا في خليج التحدي . وأقامت العزاء بالدموع والشموع والحداد على مجرم الحرب السفير كريس الذي كان مشرف تسليح المليشيات الإرهابية في ليبيا وشحن السلاح لمليشيات سوريا .
الأولى تحتفل بأكتوبر على مرأى من السفارة الإسرائيلية في قلب قاهرة المعز . والثانية تحتفل بالإستقلال وسط جنود فرنسا شرقا وجنود بريطانيا غربا وتحت الطائرات الأمريكية بدون طيار جوا .
....
نحن في زمن السقوط والتزوير والخداع . لذلك فهذه الحقائق لن تجدوا إعلام يقولها أو محلل ينطق بها . بل ستنهال عليك عبارات التخوين والشتائم إذا فقط لمحت بها .
هذا لايعني عدم وجود صادقين وأوفياء ومثقفين شرفاء . لكنهم معزولين ومغيبين عمدا . فلا أحد في زمن السقوط يريد سماع الحقيقة . ولاأحد في زمن العميان يحتمل ضوء الشمس ...