-->
الد لــAL-DALEELــيـل الد لــAL-DALEELــيـل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

وقف عليها الحب&بقلم الفارس الليبي


المقاتلات تقصف كل بوابة وسيارة مسلحة وتترصد كل حامل بندقية . بينما العصابات كالجراد تزحف خلف الأباتشي التي تقود تلك الأسراب المدعومة بخطاب شياطين العالم وقرارات منظماته ومعلقات شعرائه ومديح محلليه .
تصل أسراب الجراد حدود العاصمة . كان هناك رجال ونساء يقف ضدهم كل العالم ولصدورهم توجه كل أسلحته ولأذانهم يصل وعيد كل شياطين الأرض . ويعرفون أن النصر العسكري خارج الحسابات وسقوط المدينة مسألة وقت ومصير أرواحهم بين خيارات الموت بأي نوع من الرصاص فقط . لكنهم لايذكرون إلا وعدهم ذات قسم لرجل صوته لم يفارق أسماعهم . كانوا يعيشون حالة عشق ووله وهيام بعناق دائم للبنادق وأنفاس حارقة بمزيج من عبق التاريخ ورائحة الجنة وهيبة فرسان الصحراء يخططون في لمح البصر ويتحركون من هنا إلى هناك لإرباك الخصم المرتجف رغم عدته وعتاده بملابسهم الرثة كأبطال الأساطير يواجهون الرصاص من الأرض والصواريخ من السماء . هم لايأبهون بالنتائج . ولايستطيع أحد أن يتهمهم بالذوذ عن مال أو السعي لسلطة وحرص على الحياة وملذاتها . كل ذلك تركوه خلف ظهورهم لأن صوت الموت وأزيز رصاصها كان أقرب لهم من أي فكرة عداها . ومع ذلك تشعر للحظة أن الموت يخافهم ويأبى مواجهتهم حتى وهم في أقصى درجات الإعياء والتعب . أؤكد لكم بيقين أن الموت يخشى النظر في أعينهم .
صوت تكبير هناك ورصاص كثيف في الجانب الأخر وعلم مستفز يرفع فوق تلك البناية وجريح يتحرك بتثاقل وأخر يحكم رباط معصمه وذخيرة على وشك النفاذ وإتصالات شبه معدومة . لكن بين كل ذلك نظرات يتبادلونها وإبتسامة صفراء لاروح فيها وحسرة على مدينة كانت عصية . والجميع يبحث عن خيارات الحصول على الذخيرة رغم أن ممرات الإنسحاب كانت أقرب . وصوت من هناك يؤكد سننتصر عليهم .
هنا أنت لاتتحدث عن الشجاعة فالمشهد أكبر وأعمق بكثير من هذا المعنى . ولاتتحدث عن التضحية فالإقبال على الموت بهذا المشهد لن تراه إلا في خرافات الجدات وأساطير الأولياء الصالحين وقصص كبار الأدباء وأعلام السينما .
هنا صورة أخرى تؤكد أن الوطن بخير ولن يموت والدين أكبر من خمس عبادات وبدر ليست إسثتناء في البلد المقدس والمختار ليس نسخة وحيدة على هذه الجغرافيا وجعفر الطائر مازال يحمل الراية في جزيرة القدس وحمزة مازال يصطاد الأسود في كوبري أبوسليم وطارق بن زياد أحرق سفن النجاة بطريق الشط وخالد بن الوليد لم يمت من كثرة شظايا صواريخ الأباتشي في جسده والتاريخ سيقف طويلا عاجزا عن التعبير عما حدث .
يتسللون من شارع لأخر ليصلوا ذلك الحي حيث رفاق المعركة يتقاسمون معهم السلاح والذخيرة وشربة ماء وبعض عناوين عن أماكن التواجد والتقدم . الرصاص لايتوقف والمدينة تهتز أشبه بزلزال من كم الصواريخ المنهمرة لكن الجميع يأخذ مكانه وسط تحذيرات الرفاق من تعقب الطيران . يستميت الرجال وبعض النساء . يسقط بعضهم . ويصاب أخرون . ودمعة تترجم غضب مقدس على البقاء حتى أخر طلقة وأخر قطرة دم كما كتبوا ذات يوم في وثيقة من داخل خيمة أهتزت لها كل عواصم الشيطان .
...
أبدا لن يموت وطن هؤلاء أبنائه .. أبدا لن يهزم شعب هذه ملاحمه .. أبدا لن يهزم قائدا هذا جيله . وللحديث بقية ... من العاصمة المقدسة طرابلس ... 

عن الكاتب

فراس الفارس

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

الد لــAL-DALEELــيـل

2017