براءة ليبيا بعد ان فجر عميل سابق وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مفاجأة من العيار الثقيل بكشفه مسؤولية إيران عن تفجير لوكربي.
وكتب جون هولت بمقال نشره في موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلي: "بصفتي ضابط عمليات سابق في وكالة المخابرات المركزية ، فإنني أكسر 20 عامًا من الصمت حول أحد أفظع تفجيرات الطائرات المسجلة، رحلة بان آم 103 فوق لوكربي ، أسكتلندا في 21 ديسمبر/ كانون الأول 1988".
وأضاف: "يمكنني الآن أن أخبركم، كما قلت لوكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي منذ إجراء مقابلات معهم في أوائل عام 2000، بأنني والعديد من ضباط المخابرات الآخرين لا نعتقد أن ليبيا هي المسؤولة عن التفجير".
تفجير "لوكربي".. ما سر إعادة فتح التحقيقات؟
وتابع ضابط الاستخبارات السابق: "إيران، كما أظهر الدليل الأصلي بوضوح، هي الجاني الحقيقي لهذا الهجوم المميت ويجب تقديمها إلى العدالة".
وعرف هولت نفسه بأنه " أستاذ العلوم السياسية في جامعة أمريكية، خدم لأكثر من 40 عامًا في الاستخبارات الأمريكية، بما في ذلك 25 عامًا كمسؤول عمليات وكالة المخابرات المركزية في الشرق الأوسط، وكان المشرف لفترة طويلة على عبد المجيد جياكة، الذي كان الشاهد الرئيسي للحكومة الأمريكية في محاكمة لوكربي التي أجريت في لاهاي عام 2000".
وأشار إلى أنه: "قبل أسبوعين، وقبل تنحيه من منصب المدعي العام للولايات المتحدة، أعلن ويليام بار، الذي كان أيضًا نائبًا عاما في 1992 وأشرف على التحقيق وإصدار لائحة الاتهام في القضية، عن اتهامات جديدة ضد رجل ليبي يُعرف باسم مسعود بزعم أنه صنع القنبلة التي انفجرت في الطائرة".
وقال: "أعتقد أن بار ووزارة العدل أعلنا لائحة الاتهام الجديدة هذه لغرض محض وهو دعم لوائح الاتهام الأصلية الخاطئة التي صدرت عام 1991".
وأضاف: "إن الأدلة والمنطق في القضية الحالية ضد السيد مسعود واهية كما كانت القضايا قبل عقدين من الزمن عندما أبعد بار التركيز عن الجاني الواضح، إيران".
وتابع: "أعلم أن ليبيا ليست وراء التفجير لأنني كنت المتعامل منذ فترة طويلة مع الشاهد الرئيسي للحكومة الأمريكية عبد المجيد جياكة، وهو عميل ليبي لم يقدم أبدًا أي دليل يشير إلى ليبيا أو أي مؤشر على معرفة أي شيء عن تورط تلك الدولة في العامين ما بعد التفجير".
واستدرك: "ومع ذلك، فإنه بعد سنوات، شهد ضد ضابط المخابرات الليبي المدان، عبد الباسط المقرحي، في قضية تفجير لوكربي (بان آم 103) في المحكمة التي أجريت في لاهاي عام 2000".
ولم يقدم هولت في مقالته أي أدلة ملموسة تثبت خطأ الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها مع هذا الملف.
وبالمقابل فقد وجه الاتهام لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية بإخفاء الأدلة.
وقال: "حكومة الولايات المتحدة منعت شهادتي وأخفت من الأدلة البرقيات التي كتبتها والتي تثبت أن جياكة لا يعرف شيئًا، وعندما تم نشر برقياتي أخيرًا إلى المحاكمة بناءً على طلب الدفاع، أبعدت المحكمة جياكه مع ضابطي عمليات في وكالة المخابرات المركزية الذين قدما إلى المحاكمة للإدلاء بشهادتهما على مصداقيته".
وأضاف: "ومع ذلك، تستمر التمثيلية اليوم، فيعترف مكتب التحقيقات الفدرالي بأنهم لم يجروا حتى مقابلة مع السيد مسعود بأنفسهم وهم يعتمدون كليًا على تصريح عمره 8 سنوات من قبل ضابط شرطة ليبي لم يذكر اسمه من بلد في خضم حرب أهلية مدمرة".
كما أشار إلى انه لم يكن لدى مسعود أي خبرة في صنع نوع القنبلة التي استخدمت في طائرة (بان آم 103 ).
وذكر أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة لديها هذه الخبرة.
وقال: "لقد حان الوقت للتخلي عن الإجراء الروتيني لوكالة المخابرات المركزية المتمثل في تجميل التقارير الاستخباراتية لتناسب نتيجة مسبقة بدلاً من اتباع الحقائق".
وأضاف: " لقد عانت عائلات ضحايا رحلة (بان آم 103) لفترة طويلة وتستحق الآن أن تطمئنهم بأن الجناة الحقيقيين لهذا العمل الإرهابي، الفاعلون الإيرانيون، سيقدمون إلى العدالة".
وتابع: "أطلب إعادة النظر في القضية بسبب توفر الأدلة ضد إيران والمخالفات في تقديم الحكومة الأمريكية للأدلة في المحاكمة الأولى".
واستدرك: "قدم نجل المدان طلبا مماثلا، لقد استأنف مؤخرا ضد إدانة والده أمام المحكمة العليا في أسكتلندا، وتقوم لجنة من خمسة قضاة حاليًا بمراجعة الاستئناف، والذي تم تقديمه في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2020".
وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاستجابة لطلبه قبل مغادرته البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري.
وقال: "لم يتبق سوى وقت قصير على الإدارة الأمريكية الحالية لاتخاذ إجراء، وبحسب ما ورد، فقد أوقف الرئيس ترامب على مضض فكرة ضرب إيران بسبب برنامجها النووي.. لا يزال أمام هذا الرئيس فرصة لاتخاذ إجراءات".
وأضاف: "أحث الرئيس ترامب على تقديم القيادة الدينية الإيرانية إلى العدالة بشأن تفجير طائرة (بان آم 103) الآن، يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل العمل معًا لضرب المنشآت العسكرية الإيرانية الرئيسية ومعسكرات تدريب الحرس الثوري الإيراني وجميع مواقع التطوير النووي، العلنية والسرية، قبل أن يصبح لدى إيران قوة كافية لضربهم مرة أخرى، وسوف يفعلون ذلك".
وكان الهجوم الذي استهدف الطائرة فوق منطقة لوكربي الأسكتلندية عام 1988 قد أسفر عن مقتل 270 شخصا معظمهم مواطنون أمريكيون كانوا في طريقهم من لندن إلى نيويورك.
المصدر روسيا اليوم