-->
الد لــAL-DALEELــيـل الد لــAL-DALEELــيـل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

📚 قبسات ب ✍️ لاستاذ عمر رمضان 📚




يقول أحد الصالحين
( عجبت لمن يقرأ "قل هو الله أحد" ثم يدعو مع الله أحدا )
وذلك هو مقياس "التقوى" الذين يهتدون بالقرآن الكريم ويرونه منهجا وحياة لايحيدون عنها وميزانهم الذي يقيسون به أعمالهم ( إياك نعبد وإياك نستعين )
فـ إياك نعبد / إخلاص العبادة لله وحده لاشريك له
فإذا اكتفى العبد بـ مولاه فالله يقول لــ عبده ( أليس الله بكاف عبده )
وإذا أخلص العبد عبادته لـ مولاه وحده لاشريك له فالله يقول لـ عبده ( فسيكفيكهم الله )
وإياك نستعين / وإخلاص العبادة هو مفتاح الاستعانة
وفي قبسات اليوم يقول مولانا تعالى
( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين شهداء بالقسط
ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا
اعدلوا هو أقرب للتقوى
واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) المائدة آية 9
والأمر الرباني واضح لاغموض ولا التباس فيه ولا يحتمل التاويل
(يا أيها الذين ىمنوا ) / فمن كان يرى نفسه متصفا بـ صفة ( آمنوا ) وهو يرى نفسه واحدا من ( الذين أمنوا ) مأمور أمرا صريحا أن يكون " قواما لله " أي خاضعا لأمر الله وسنته بــ العدل والقوامة بــ خلافة الله في الأرض بــ العدل والإنصاف
القوامة في الأرض بالتعمير والخير
وهذه " القوامة " هي قوامة لله تعالى لايبتغي بها العبد نفسه ولايعمل فيها من أجل مصلحته وحاجته وإنما العبد المؤمن " قوّام لله " ينشر الحق ويتفقد المحتاج وينصف المظلوم ويرى ما في يده من خير ونعمة فضلا من الله لعباد الله فــ الله هو خالق الخلق وهو الرزاق فما جاء من رزق وخير فهو لــ عباد الله جميعا بلا استئثار ولااحتكار ولا احتقار ولا اكتناز ولا حيلة ولا شطارة من أحد فإذا " تشطر العبد "
فهو " قوّام لنفسه "
وليس " قوّاما لله "
والقوامة لله تقتضي من العبد أن يكون " شاهدا بـ "القسط " أي شاهدا بالحق والعدل بلا تزييف ولاتزوير ولاهوى ولا حيلة ولا عصبية ولا طمع فارغ
الشهادة بالقسط / تعني أن تلغي هواك ورغبتك و"مزاجك " الشخصي ورؤيتك الخاصة وأن تدوس كراهيتك لفلان وبغضك لعلان فـ لاتشهد إلا بالحق وافنصاف ولو على نفسك ( ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ) فــ كراهيتنا لفلان وبغضنا لعلان ينبغي ألا يدفعنا أن نغمطهم حقهم في نعمة الله وفي حق الحياة
الحياة بأمر الله تعالى للحميع وتلك هي " القوامة لله " فالقوامة لله تعني ــ تماما ــ أن تكون الحياة حقا لكل عباد الله ولاعلاقة لها بمحبتنا وكرهنا لهم
فلا تدفعنا كراهيتنا لفلان إلى ظلمه وحرمانه وعزله
ولايدفعنا بغضنا لعلان إلى مما رسة الظلم ضده تحت أي مبرر
يقول الحق تبارك تعالى ( ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا
اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله )
ونعود مرة أخرى لـ نواجه الميزان ( إياك نعبد )
فمن كان عبدا خالصا لله وحده يمارس القوامة لله بحق الله فلا يظلم باسم القوامة لله
ومن كان عبدا خالص العبودية لله يلغي مزاجه ويلغي هواه ولايرى غير مولاه
وربما جاز لنا أن نسأل لماذا يقول مولانا ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) ولم يقل (اعدلوا فتلك هي التقوى ) أعني لماذا جعل العدل هنا " أقرب للتقوى " ولم يجعله " هو التقوى " والجواب سهل وميسور ... فــ التقوى الحقيقية والقوامة لله بحق تقتضي أن نلغي أهواءنا وان نمسح مزاجنا وأن نحب ولانكره ... التقوى تعني أن يتخلص "المؤمن " من شعور " الكراهية " و"البغض" نهائيا فالإيمان الخالص يغسل الكراهية ويلغي البغض ولكن المؤمن إذا غلبته نفسه الأمارة بالسوء فبقي في حناياه شعور الكراهية لبعض الناس وبقيت فيه مشاعر البغض لهذا أو ذاك من الناس فهو مطالب " أن يعدل " رغم الكراهية ورغم البغض فلا مناص له من العدل إذا كان مؤمنا تطبيقا للأمر الإلهي ( يا أيها الذين آمنوا كنوا قوامين لله شهداء بالقسط )
وهذه واحدة لا بد للمؤمن منها
والثانية ( لايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ... اعدلوا هو أقرب للتقوى )
وليس مطلوبا من العقيدة أن تبطل الأهواء وتلغي الطباع في النفس البشرية ولكن المطلوب من العقيدة الخالصة أن ترتفع بالنفس بالمؤمنة فــ تعدل مع من تكره وتشهد بالقسط مع من تبغض وتمارس القوامة لله مع العدو قبل الصديق
ليس مطلوبا من العقيدة أن القويمة أن تغسل المؤمن غسلا من طبائعه ومزاجه
ولكن المطلوب منها أن تجعله يغلب مزاجه ويصارع الشر فيه لينتصر عليه فهو يمتليء بمشاعر البغض والكراهية كأي إنسان ضعيف بطبعه ولكنه يغلبها كأي مؤمن قوي بــ إيمانه وعقيدته وميزان الله فيه ( إياك نعبد وإياك نستعين )
فالعبد إذا أخلص العبادة استحق الإعانة من مولاه وغلبه مولاه على مافيه من كوامن الشر ومشاعر العدوان وبقايا الجاهلية

عن الكاتب

فراس الفارس

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

الد لــAL-DALEELــيـل

2017