بعد تفجير ملهى لابيل ببرلين وموت ثلاثة أشخاص منهم جنديين أمريكيين وأصابة المئات والذي أتهمت به ليبيا ، أتخذت واشنطن قرار بمعاقبة القذافي ، وكان القذافي الهدف الأول للمخابرات الأمريكية ، وأتجه القرار لضرورة تغيير النظام في ليبيا .
الرئيس الأمريكي ريغان توجه لوليام كيسي رئيس السي اي ايه ، الذي كان متشددا ويسعى لإستعادة هيبة أمريكا ، لكن الوصول للقذافي كان صعبا للغاية فهناك الاف الجنود المخلصين له ، ومنهم الحارسات الشخصيات أو من كانوا يسمون الحارسات الأمازونيات .
المشكلة أنه كان هناك قرار أمريكي منذ 1974 بمنع الاغتيالات السياسية ، لذلك أتجه التفكير في رد الفعل بعملية عسكرية على سلسلة من المواقع الليبية أهمها موقع القذافي للتخلص منه .
كان هناك إجتماع للتخطيط لذلك في عام 1986 والجميع لايعرفون إلا ريغان وكيسي أنهم يستهدفان بيت القذافي كهدف غير معلن .
طرابلس وبنغازي كانتا أهداف العملية العسكرية التي سميت ( الدورادو )
منزل القذافي وخيمته التي يتواجد فيها معظم الوقت هي الهدف الرئيسي
ولتأمين قتل القذافي كان لابد من معلومات عن وقت وجود القذافي في خيمته
لجأ وليام كيسي لأسرائيل الصديق والحليف القوي التي قامت بمهمة مراقبة ليبيا ومركز القذافي على وجه التحديد ، حيث تم تحديد موقع الخيمة بدقة والتأكد من وجود القذافي فيها ، وأعطيت الأوامر وأنطلقت الطائرات المقاتلة ، في نفس الوقت أكد فريق العمل الإسرائيلي المكلف بمراقبة ليبيا من تواجد القذافي في خيمته حتى ساعات متأخرة من الليل .
بعد أربعين دقيقة بدأت أولى الطائرات في الإقلاع من صقلية ، وكنا نترقب وننتظر النتائج بتوجس وتوتر ، وجاء التأكيد بإصابة الأهداف .
في هذه الاثناء أجتمع الرئيس ريغان مع فريق العمل ، في تلك الليلة أعلن ريغان خبر قيام أمريكا بإستهداف مواقع ليبية ، لكن حتى ذلك الوقت لم يعرف مصير القذافي .
وفي اليوم الثاني أطلقت طائرة إستطلاع وأكدت المعلومات إصابة مقر القذافي وخيمته وتسويتها بالأرض ، ومازال مصير القذافي مجهولا بالنسبة لنا .
بعد 48 ساعة بدأت ترشح أخبار عن وجود القذافي على قيد الحياة ، وأصبحت السي اي ايه في ورطة حيث سقط 60 مدني بينهم ابنة القذافي بالتبني ، بينما القذافي لم يصاب أبدا واستثمر الواقعة ضدنا .
...
يقول معمر القذافي في 22 فبراير 2011 ( كان معمر القذافي وعائلته في هذا المكان تقصفهم القنابل . 170 طائرة ، تخطت الملوك ؛ وتخطت الرؤساء ؛ وتخطت القصور في كل الوطن العربي ، وجاءت إلى خيمة معمر القذافي وبيت معمر القذافي ، هذا مجد لا تفرط فيه ليبيا ؛ ولا يفرط فيه الشعب الليبي ؛ ولا الأمة العربية ؛ ولا الأمة الإسلامية ؛ ولا إفريقيا ولا أمريكا اللاتينية ؛ ولا كل الشعوب التي تريد الحرية والكرامة للإنسان وتقاوم الجبروت )
* هذه هي الحروب المشرفة التي تكون في مواجهة الإستعمار والطغيان الغربي ، وليست العبثية التي يديرها ويدعمها المستعمر الغربي طيلة السبع العجاف ... الفارس الليبي
