يقف الليبيون اليوم بين اليأس والتوجس والخوف .
ينتظرون من يقول لهم الحقيقة وينير لهم الطريق. وسط دعوات التقسيم والتدويل والحماية. حكومات فاشلة وسلاح في أيدي مجرمين و دولة تتلاشى .
سيادة مفقودة وأموال منهوبة . قوى وطنية تجلس في مقاعد المتفرجين ، تنتظر خروج البطل وتستعد للتصفيق ...!!!
وقوة متنفذة لا تعترف بخطأ ما جرى ويجري ..؟؟
تستقوى بالأجنبي . والقرارات التي قيل عنها دولية . وتجعلها مرجعية لها تستمد منها الشرعية ، تمارس تغييب الشعب الليبي .
ما إنبثق عن فبراير في غرب البلاد وشرقها ، لم يحقق الامن والاستقرار والسيادة ،
ضيع بلد ، و سرق من هذا الجيل تسعة سنوات من عمره وتسع اخرى من عمر التنمية.
لقد عجز ما انبثق عن فبراير في تقديم البديل في ليبيا .
وتأكد بطلان الدعوة المرفوعة .
فقد كان المدعى قناة الجزيرة والمتدخلون في الدعوة غير ذوي صفة ، والشهود مجتمعات مدنية لاأهل ولا أهلية لهم ،. واخرون حملة كيبوردات ، لم ينظم القانون الليبي علاقة عملهم ......
وماتبقى من نظام سابق لم يصمد في دفاعه ،
او ينجح في القيام بهجوم مضاد .
بقى المواطن يكتوي بنار الطوابير وحكم المليشيات وقنابل الحروب وذل الغرب وسؤ الخدمات .
رأى التجهيل الحقيقي ، ولامس الخدمات الصحية ا لسيئه ، وسرقة المسؤل ، وبرأة المذنب وعجز القضاة ، والقتل دون عقاب او حتى تحرير محضر في مركز شرطة .
لامس بيديه تحكُم الغرب في بلده ، وتحكم سفاراته في المسؤل ، وهو يلهث وراء تأشيرة شنجن . طائرات الغرب تلوث الجو ، ومنظماته الخيرية تلوث عقول الشباب .
مجالس للحكماء ...ومجالس اعيان ومجالس محلية ... ولجان للحكماء..... ومجالس للقبائل..... منظمات وتنظيمات ولجان لكل شأن ، من مجال التنمية المستدامة والحكم الرشيد الى اللباس الليبي والطبيخ .....!!!
كل ذلك لم يقدم حلا لبلد فقد استقلاله ، او يساهم ذلك في تسهيل حياة مواطن داسه الظلم ونخر عظامه البرد ، واكتوت معدته بالجوع ....!!!
سمع عن مؤتمر الصخيرات ،
وراء ابتسامات مخزوم ، وقبضات امحمد شعيب
وتفاءل بمشروعات ممثلي الامم المتحدة .!!!!
وفرِح بانخفاض الدولار في سوق المشير ....!!!
وتحرير بنغازي من الإرهابيين...!!
يبهره الحديث على الدولة المدنية ، ولكنه يقفل التلفاز عندما يعرف ان المتحدث
قائد احدى المليشيات ....!!
توقف المواطن في المدة الأخيرة عن ترديد الشهادة ، فقد اختلط عليه الامر حول موت ابنه وأخيه وابن عمه ، على تخوم طرابلس و من فيهم القتيل ومَن منهم الشهيد .....؟؟
أيقن ان المؤتمرات سواء في باريس او باليرمو او بون لن تقدم له حلا ، فمن يدعو لها شريكا مع سبق الإصرار والترصد في تدمير البلد ، اما المدعوون فهم من تعاون مع ذلك الاجنبي في التدمير. .
كما أيقن ان اجتماعات الخطابات وموائد الرحمن في مجالس القبائل ومجالس الحكماء ، ليست لوجه الوطن بقدر ماهي انعكاس للصراع داخل القبائل نفسها ، غابت عنها الحكمة وتشرذمت القبيلة ، وبعد ثماني سنوات من خطب الترحيب ودعوات لم الشمل ، كرست هي الاخرى انقسام على إنقسام .
تشابه عليه البقر والزمن ليس زمن أنبياء .
احتار مع من يقف سياسة ، ومع من يقاتل شجاعة .
هل يقف مع من يقولون بالدفاع عن طرابلس دفاعا ..؟؟
او يقف مع من يقول انه يدافع عن طرابلس هجوما ..؟؟
الا انه يعود متسائلا الم يقود هولا المدافعون عن طرابلس بالامس حروبا ضروسا ضد بعضهم البعض ..؟؟
الم يكونون مسؤلون عن الخراب الذي لحق بالمدينة وحولها ؟؟؟الم يستعينوا بالأجنبي ...؟؟؟
وحَّدَهُم اليوم فقط عدو مشترك لهم ، وغدا سيتقاتلون على االغنيمه !!!
ويعود للتساؤل ماذا عن الجيش الذي يقاتل هذه المليشيات ؟؟؟
هل هو جيش تقوده العقيدة الوطنية وتوحده ليبيا .
ام توحده شخصية شجاعة ..؟؟ وهذه الشخصية الم تكن خاضعة لقانون الموت والفناء ؟؟ من يضمن بعد ذلك تحوله لمليشيات تتصارع على السلطة ؟؟.
وفِي الاثنتين كارثة وطنية اذا اختفت القيادة او طالته الهزيمة
وفِي كل الأحوال يظل شبح المليشيات مسيطرا على مستقبل ليبيا ، يخلق التوجس ويبعث الخوف ويزرع اليأس
يلعن المواطن الجميع ويتهمهم ببيع الوطن ،
ولكنه ينسى انه المسؤل الاول والأخير .....!!!
ينسى انه الشعب ، وهولاء منه ، الم يكونو ابناء وأخوة وأعمام وأخوال ابناء لنفس القبائل ونفس الأسر ونفس البطون والمدن وألقرى .؟؟؟؟
- [ ] ينسى ان زمن البطل المنقذ قد ولّى ، وان لا بطل غير الشعب ، ولا منقذ غير الشعب ، وان العصر عصره،
- [ ] عصر الجماهير ؟؟؟