.. هذه العبارة التي قالها المحلل السياسي مارك لامونت هيل في إجتماع بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، كانت كافية لشن حرب شعواء عليه وإتهامه بمعاداة السامية من قبل اللوبي الصهيوني في أمريكا ، وفصله عن العمل من شبكة ( CNN ) الأمريكية ..
ورغم أنه غرد قائلا بأن كلمته كانت من أجل العدالة ، في كل من "إسرائيل" والضفة الغربية وغزة ، وأنه لايدعم معاداة السامية وقتل الشعب اليهودي ، لكن كل ذلك لم يشفع له ، وأكتفى المتحدث الرسمي بإسم شبكة ( CNN ) في بيان مقتضب بالقول أن هيل لم يعد يرتبط بعقد مع الشبكة ..
ولم يسلم هيل من هجوم الصحف الأمريكية ، حيث هاجمته صحيفة ( The Hill ) وكتبت أن كلمة هيل ( فلسطين من النهر إلى البحر ) عبارة معادية ل " إسرائيل " تستخدمها الجماعات المصنفة في أمريكا بأنها إرهابية ..
هيل بدون شك أنطلق من تاريخ العنصرية المقيت في أمريكا ضد السود والملونين ، والذي مازال يعانون منه حتى اليوم ، حيث أظهرت أخر الأحصائيات أن السود هم أكثر ضحايا الشرطة في أمريكا ، وشعوره بالعنصرية من قبل اليمين المتطرف الذي يرى فوقية العرق الأبيض والذين يؤيدهم الرئيس ترامب ، ولامست قضية الشعب الفلسطيني بعض الجروح في ذهنه التي لم تندمل ، وزاد تأكيدها بعد طرده لمجرد أنه قال كلمة حق فقط ..
هذه الحادثة ليست أسثتناء .. وهي توضح كذبة العالم الحر ، وحرية التعبير ، وحقوق الشعوب ، والشعارات البراقة في المؤسسات الغربية .. بينما قادة الدول العربية والاسلامية يتسابقون على التطبيع المعلن مع هذا الكيان المغتصب دون خجل ، بل ويعتبرون تيريزا نموذج في الحريات رغم أنها أحتفلت في مقر البرلمان بمئوية وعد بلفور الذي قالت عنه أنه فخر لنا .. و في عواصمنا وتحت تأثير الإعلام المأجور من شبكة سي أن أن مرورا بالبي بي سي حتى فرانس 24 ، يهتف بعضنا بهستيريا لمبعوث الصهاينة ، ويرفعون أعلام أمريكا ، ويهتفون بإسم بوش وساركوزي ، وينتظرون فتح مبين يأتي على أيادي من لايروننا سوى غنيمة وكعكة يتقاسمونها ، وشعوب دونية لاتعيش إلا تحت أحذية الرجل الأبيض ...
