يفتحون لهم بلدانهم على مصراعيها لينصبون عليها قواعدهم الصليبية العسكرية . يقدمون لهم أموالهم وثرواتهم بدون مقابل لعلهم ينالون الرضا . يدفعون لهم ثمن حروبهم ونفوذهم ومغامراتهم وحتى جنونهم لعلهم يذكرونهم بخير عند ربهم في الكنيست . يكتبون فيهم معلقات المدح والغرام لعلهم يحضون بمصافحة أيديهم . يصطفون حولهم عن يمينهم وعن شمالهم كحريم السلطان . يقدمون لهم فروض الطاعة والولاء بمساحات الخراب والركام في كل عواصم الإسلام . يجتهدون في إرضائهم بقرابين الدم من كل بلد العرب .
صورة من الرياض . بجوار البيت الحرام . وعلى إمتداد الكعبة الشريفة . وعلى مقربة من قبر أخر الأنبياء والصحابة الصالحين . وتحت جبل أحد الذي يحبنا ونحبه . وأمام غار حراء الذي نزلت فيه أخر رسالات الله على البشر . وعلى مسمع من تكبير البيت الحرام . وعلى موسيقى أزيز المقاتلات التي تخرج محملة بالموت الزؤام لأرض اليمن والعراق وسوريا .
عذرا ياخاتم الأنبياء . فقبرك يحميه الصليبيين
عذرا أيها الصديق والفاروق وذو النورين وأبو الحسن . فأرضكم يفرش عليها عبدالله بن أبي بن سلول البساط الأحمر لتكريم هرقل الروم وحمالة الحطب .
عذرا ياسيد الشهداء وسيف الله المسلول وأمين الأمة وحبرها وحكيمها . فمن خلفكم على أرض المقدسات يصطفون كالغواني مع حليف بني صهيون ومانح الأقصى لعصابات الفلاشا .
عذرا أيها الشهيد الطيار . فالراية سقطت عمدا والعمليات يقودها أحفاد أبوجهل وأبولهب ليدكوا مأرب الحضارة ورافدين الثقافة وشام المنارة وسرايا الكرامة .
عذرا أيتها الزهراء أم المؤمنين وذات الهجرتين وذات النطاقين . فالبيت أصبح خزائن للورق الملعون . وبئر بدر أصبح بئر للذهب الأسود المهدى لأحفاد قتلة الأنبياء والرسل . وبيت الخلافة أصبح وكرا للفسوق والمجون . وحصير العزة داسته أقدام الردة والزندقة . وسنة النبي شوهتها عمائم الدفع المسبق . ودين الله أصبح تجارة في سوق عكاظ . وسقيفة بني ساعدة أصبحت قصرا لتقبيل أيادي وأنوف المراهقين والمنافقين . ودار الأرقم أصبحت مركزا لتجارة الدم من إفغانستان حتى الصحراء الكبرى . والبقر تشابه على خير أمة أخرجت للناس . ومسيلمة يتربع في دار الفتوى . وسجاح تشتري بدم الشهداء إبر البوتاكس .
عذرا . فالسهام طعنتنا غدرا . والمأذن أحلت دمنا ظلما . والهجرة فرضت علينا قسرا . وبيت الله منع عنا جورا . والحق أسقطت رايته كفرا . والرويبضة أستلموا ولاية الأمر بهتانا وزورا . ومنابر الدعوة أمتطاها شهود الزور وحسناوات المخادع وغلمان الموائد وبائعي الضمير .