* واقع ليس خفي بالتأكيد نقلته تقارير دقيقة تفيد بأن مراكز القوى في الشرق ( البرلمان . الكرامة . القبائل ) أصبحت هشة . ولاتحتاج إلا ضربة موجعة في العمق لكي تنكشف عوراتها وتتشتت .
* البرلمان منقسم على نفسه ويفتقد حنكة السياسة والمناورة ويفتقد المعلومات والتقارير ويفتقد الرؤية الجامعة للمستقبل ويعمل بردات الفعل . والكرامة منقسمة في داخلها بإستشراء الفساد بين قياداتها والمحسوبية والمنافسة الغير شريفة بين عناصرها . وقيادات القبائل ضعيفة ومنقسمة بين الفيدرالية وفبراير وليبيا جديدة .
* سرايا الدفاع كانت الأداة الإنجليزية لكشف هشاشة المكونات في الشرق لكنها أداة لمهمة واحدة فقط . فهي تذكرني بالضوء الأخضر الأمريكي لصدام بدخول الكويت . ولكم أن تستنتجوا الباقي .
* الورقة الوحيدة التي كانت تسقط المخطط الإنجليزي هي إعلان مكونات الشرق عن إسقاط فبراير والإلتحام بأنصار النظام . ولكن كانت كل المؤشرات تنفي حدوث ذلك لأن مراكز القرار يفتقدون شجاعة وجرأة الموقف التاريخي . خاصة وإن الإعلام المبرمج والذي أنعكس بطريقة غير مباشرة في لغة بعض النواب والمتحدث الرسمي بإسم الكرامة بأن الحرب جهوية وتدعمها قبائل معينة .
* الإستفادة الغربية من الإستيلاء على الهلال النفطي ليس في إحكام السيطرة بل في إظهار هشاشة برلمان طبرق وكسر أنف الكرامة وحفتر الذي أخذه الغرور لدرجة الإنقلاب على الجميع وترك مخرجات الصخيرات وعدم مقابلة السراج والتهجم على كوبلر والذهاب لموسكو والحديث عن دخول طرابلس بإستقطاب بعض المكونات المسلحة في الغرب والجنوب . ليعود الجميع حملان وديعة لطاولة الحوار علنا وتغذية تيار الإنفصال سرا .
* حتى وإن تم إسترداد الهلال النفطي وهو وارد فإن نتائج النصر الذي تحقق سابقا بطرد الجضران قد غطت عليه نتائج خسارتها بعودة الجضران مجددا . وبالتالي أعطت إنطباع سئ للحلفاء الأقليميين والدوليين . وأضعفت موقف برلمان طبرق تفاوضيا . وحققت المطلوب بوجود محاورين من كلا الطرفين ضعفاء على طاولة الحوار .
* تواطؤ دولي وغض بصر أقليمي لإعادة الجميع لطاولة كوبلر ومخرجات الصخيرات . وسرايا الدفاع رسمت نهاياتها بهذه الخطوة وأغراها الضوء الإنجليزي دون أن تعي وعيد ترامب وبوتين الذين وإن أختلفا في سوريا لكنهما يتفقان في الكثير بليبيا . والبرلمان وصل الشقاق فيه لدرجة العداء وعلامات إستفهام حول مستقبله . وحفتر أضعفته وكشفت غروره ووضعته في موقف حرج وبقاءه في الساحة سيتضاءل إن لم ينتهي . والعاصمة على صفيح ساخن وحرب كسر العظم على الأبواب والإرهاب يجاهر بالدعوة بعد سنوات العمل الخفي . والمشهد برمته يتصاعد بوتيرة سريعة نحو الصدام في أماكن عدة .
