اللواء عبدالله السنوسي مدير الاستخبارات العسكرية او المدير كما يطلق عليه الجنود والضباط في الادارة او ذرة التاج الامني في ليبيا كما وصفته الصحافة الدولية او النمر الاسود الذي لا يعول عن انشقاقه كما تصفه تقارير وكالة المخابرات المركزية الامريكية .
كثيرون هم الذين لا يعرفون شيء عن شخصية الرجل فالآعلام المضلل روج الكثير من الاكاذيب عن السنوسي باعتباره كان اقوي اعمدة الخيمة في باب العزيزية .
معمر القذافي كان يقول عنه ان كل الناس تتعلم الوفاء والذكاء بعد تجارب تعيشها في حياتها او من التعليم او التربية التي تحظي بها ، الا عبدالله السنوسي فالوفاء والذكاء لديه بالفطرة ولم يتلقاه من احد .
عبدالله السنوسي لم يكن سفاح ومجرم طيلة حياته ونتحدي اي شخص كان مقبوض عليه في زمن النظام يقول ان السنوسي قام بتعذيبه او الاسأة اليه بأي شكل من الاشكال .
النخوة والرجولة في عقيدة السنوسي تمنعه دائما من التعرض للسجناء ، كان يؤمن بأن عدوه هو من يحمل البنذقية اما بعد فقدان بندقيته والقبض عليه فيجـب التعامل معه كأنسان بغض النظر عن العداوة والجرائم التي ارتكبها .
قليلون من انصار النظام هم الذين يختلفون مع السنوسي او ربما لا أحد يجرؤ على ذلك ليس لانه يستخدم ضدهم مالديه من سلطات بل لان عداوة السنوسي كانت حمل لا يستطيع احد ان يضعه فوق كتفيه ويقف من جديد .
في الاحداث لم يتخل السنوسي عن قناعاته في التعامل مع المقبوض عليهم ، فلم يمد يـده على احد ولم يشتم احد بل في الكثير من الاحيان كان يقول اثناء التحقيق للمقبوض عليهم في احداث 17 فبراير انتم أهلنا انا بالتأكيد اعرف احد من عائلاتكم .
الغريب ان السنوسي لم يكن بحاجة الي الدخول في تحقيق طويل مع اي شخص قبض عليه في احداث 17 فبراير ، فبمجرد ان يجلس امام المتهم يدلي هذا الاخير بكل مافي جعبته .
كاريزما الرجل وتاريخـه الطويل في العمل الامني كانت قد حرقت كل مراحل التحقيق العادية التي يلجأ اليها المحقق مع المتهم الذي امامه .
في الاحداث قلت له لماذا لا تذهب الي مكتبك وتتصل بكل الرؤوساء والقادة العرب ، قال اتصلت بهم جميعاً ولكن القرار ليس لديهم القرار في امريكا وهذه الآخيرة تطلب منا مالم يمكن حتي التفكير في تنفيذه .
رحيل معمر القذافي كان هذا هو الطلب الامريكي الذي لم يستطيع عبدالله السنوسي حتي ان ينطق به فما بالك بالاستجابة له .
قلت له القطريين انت تعرفهم وتربطك بهم علاقات جيدة وحتي مشاكلهم العائلية كانوا يطلبون منك التدخل لحلها ، رد اتصلت بهم لكن صدقني هم مثل البيدق في رقعة الشطرنج من يحركهم ويفكر لهم هم سادتهم في البيت الأبيض .
سألته ماذا قالوا لك بالضبط ؟
رد رئيس الوزراء القطري قال ان الشيخ حمد مستاء جداً من تشويه الاعلام الليبي لسيرة الشيخة موزة ،
قلت له هل تعتقد ان هذا مبرر يصدقه شخص عاقل .
اجاب بالتأكيد لا ولكـن هم لا ارادة لهم حتي تكون لهم اسبابهم الخاصة بهم .
سألته لماذا لم تطلب الشيخ حمد شخصيا وتفهم منه ؟
رد ضاحكاً قالوا لي من اسبوع انه يمارس الرياضة وسوف يتصل بك عقب رجوعه الي مكتبه وحتي اليوم الشيخ لازال يجري ولديه الحق في ذلك فمثله يجب ان يجرى عام كامل لكي يخس وزنـه .
قلت له عبدالله ما العمل الان ؟
قال نحن نقوم بواجبنا انتصرنا فهذه ارادة الله انهزمنا هذه مشيئة الله المهم هو الصمود الي النهاية .
قلت له هل اخبرت العقيد بأن الامريكان يريدونك ان تحكم ليبيا بعد الانشقاق عن النظام وانهم اعطوك الكثير من الضمانات لوعودهم ؟
قال اخبرته بالتفاصيل واجابني ان الامريكان اختاروا الرجل الخطأ ولو اختاروا غيرك لربما نجحوا في مساعيهم ، لكن اردف قائلاً قل لي يا عبدالله هل فكرت في الأمر ولو لدقيقة ؟ هل صدقت وعودهم ؟ هل ركنت للغرانيق العلا ؟ وهل قلت ان شفعتها لترتجي ؟
قلت له سيدي انت بالنسبة لي اغلي من كل عائلتي والحياة بعـدك والممات سواء انت تعرف ان الخيانة اذا تحولت الي وباء فلن يموت عبدالله السنوسي بسببها .
علاقة معمر القذافي بالسنوسي مهما حاولت ان اعبر عنها فهي علاقة روحية لا تدرك معانيها الحروف والكلمات .
حتي هذه اللحظة مازال المدير هو صمام الامان للكثير من المشاكل الاجتماعية في ليبيا بل هو وهذا ليس سر من آمر بحماية منظومة النهر الصناعي العظيم في جبل الحساونة وهو ايضا من انهي الكثير من المشاكل الاجتماعية بين القبائل في الجنوب .
عبدالله السنوسي رجل تحبه ليبيا حتي الهيام وهو يعشقها لدرجة ان رؤيته لها آمنة ومستقرة هي كل آمانيه وطموحاته .
فليخرج السنوسي من السجن اليوم قبل الغد اذا كان هناك فعلا من يريد لهذا الوطن ان يعود الي أمنه وأمانه وعزتـه وشموخه .
اقول هذا الكلام لان وجود عبدالله السنوسي في السجن وليبيا تمر بهذه الظروف العصيبة اشبه بمن يمسك الماء عن الأرض لمجرد ان يمنعها من العودة الي الاخضرار والنماء .
اطلقوا الرجل واكسروا قيـوده حتي لا يقضي قطار الموت على من تبقي من احياء في هذا البلد .