في الذكرى الثامنة و الستين لقيام ليبيا
لا يهم في ادعاء اردوغان أن في ليبيا مليون تركي؛ فهو مثل ادعاء ان فيها مليون حافظ.
يظل المليون تركي وهم في ذهن اردوغان يردده من والاه ، مثلما يظل المليون حافظ إدعاء يردده الدراويش و شهائد مزورة في معظمها يستخدمها حاملوها ليشتروا بها ثمنا...
ليس في ليبيا تركي واحد. حتى عملاءها أن وجدوا، لا تضفي عليهم عمالتهم تابعية قانونية لتركيا، و إن صاروا متهمين جنائيين في ليبيا.
الخطورة في الإدعاء التركي أن ليبيا مهددة بالإحتلال مجددا من تركيا. و ان نوايا تركيا في إحتلالها جدّية ؛ و أن تركيا قد صنعت بالتفاهمات المشبوهة معها سبباً لذلك، و ستظل تستخدم هذه التفاهمات لتحقيق نواياها و لو فشلت هذه المرة.
ليس في ليبيا و لو تركي واحد بل ليس هناك أي رابط بين ليبيا و تركيا. حتى إسلامها إن صح فهو علاقة بينها و الله و ليس بينها و ليبيا؛ مثلها في ذلك مثل أي دولة أخرى. الدول لا توصف و لا ترتبط بأديان أهلها ؛ إنما بجغرافيتها و إجتماعها إنتماء أو مصيراً، و ليس بين ليبيا و تركيا انتماء و لا يجمعهما مصير ..
تركيا المسلمة كما تقول؛ تشكل خطرا على ليبيا أكثر من ايطاليا الروميّة؛ التي لم تدعي أن لها مواطنين في ليبيا حتى و هي لها رعايا قد ولدوا فيها و لها فيها موالون أيضاً..
خطورة تركيا تأتي من تقيتها الدينية، و هذا ما يجب ان يدركه الليبيون الدراويش. لقد ظلت تركيا لأكثر من ثلاثة قرون تحتل ليبيا وغيرها و هي تتستر بالدين و تدعي حمايته و حين رأت ان مصلحتها في غير ذلك رمت في خفاء ليبيا و الليبيين للطليان "الرواما" في الوقت الذي كان فيه الليبيون قد رفعوا راية "الجهاد" بإسم سلطانها المسلم! ...
بقي المهم :
يجب و ينبغي و يتعين ان لا يكون الإدعاء التركي مبعث فرقة بين الليبيين إنما عامل للتوحد و مواجهة اطماع تركيا العدوانية. إن العلاقة بتركيا؛ و هي علاقة احتلال و عبودية، قد انتهت يوم ان سلمتنا لإيطاليا سنة 1912 . مصالحنا في توحدنا أولا و مع جيراننا و ليس مع تركيا ...