معظم المهتمين كتبوا عن عالم ما بعد كورونا. همهم كيف ستكون الناس و كيف ستكون الدول؟ وكيف سيؤثر على الإقتصاد و على الحياة عموما؟ كلهم متفائلون ، و كلهم يعلقون آمالهم على العلم و الطب لكن؛ هل سأل أحدنا و لو نفسه : هل يمكن أن يكون هناك عالم بعد كورونا؟
ماذا لو طوّر هذا الفيروس خصائصه و تغيّر كلما ظن العلماء أنهم وصلوا إلى عقار أو لقاح ضده؟
على الأغلب أن الفيروس قد طوّر نفسه فعلا ، فالتجانس بينه و سارس 1 في الحمض الأنيمي يصل إلى ما نسبته 76%.
بل إن الفايروس قد يكون ناور على العلم. توقف العلماء عن تطوير المضاد الذي صنعوه لمواجهة سارس 1 ففاجأهم هذا بقدرته التدميرية بما يفوق عشرة أضعاف سابقه و قدرة على التعايش أكثر.
إن العلم في معركة تحدّي لأول مرة؛ فالفيروس يتحداه حد الإذلال. في أميركا أجازت سلطة الدواء و الغذاء للخبراء العاملين على الفايروس تخفيض مدة الاختبارات التجريبية و حجمها لتسريع إنتاج لقاح مضاد له. ما مدى خطورة هذه الإجازة، و هل يليق بهيئة علمية أن تخاف حد أن تنتهك معايير العلم ؟
إن خسارة العلم المعركة مع كورونا تعني أنه لا عالم بعده ، و أنه سيظل يفتك بالناس و هي تتفرج و سيشغلها عن الحياة ربما حد التوقف، و عندها ستتمنى لو أن ادعاء ترامب بتخليق الفيروس في مخابر الصين كان صادقاً...
وَ اللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ


