-->
الد لــAL-DALEELــيـل الد لــAL-DALEELــيـل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

🌲الإغترار بإمهال الله للمسيئين!&& ب ✍️ بلقيس الورفلي🌲

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإغترار بإمهال الله للمسيئين!
وهذا من الجهل
ومما يصد عن التوبة
قال صل الله عليه وسلم:
«إذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا على معاصيه مايحب
فإنما هو استدراج»
ثم تلا قوله عز وجل:
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}
{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} "الأنعام44-45"أخرجه أحمد
قال إبن الجوزي رحمه الله:
فكلُ ظالمٍ معاقبٌ في العاجل على ظلمه قبل الآجل
وكذلك كلُّ مذنبٍ ذنبًا
وهو معنى قوله تعالى:
{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
"النساء من الآية 123"
وربما رأى العاصي سلامة بدنه
فظن أنْ لاعقوبة
وغفلته عما عوقب به عقوبة
وقال:
الواجبُ على العاقل أن يحذرَ مغبةَ المعاصي
فإن نارها تحت الرماد
وربما تأخرت العقوبةُ
وربما جاءت مستعجلة
وقال:
قد تبغت العقوبات
وقد يؤخرها الحلمُ
والعاقلُ من إذا فعل خطيئةً بادرها بالتوبة
فكم مغرور بإمهال العصاة لم يُمهل
وهذا الإغترار ينتج عدّة أمورٍ كلّها سيّئة
أولاً:تأجيل التوبة
فيجب على العبد
والحالة هذه أن يتوب من ذنبه وأن يتوب من تأجيل التوبة
ثانياً:الغفلة عن التوبة مما لايعلمه العبد من ذنوبه
فهناك ذنوبٌ خفيةٌ
وهناك ذنوبٌ يجهل العبد أنها ذنوبٌ
ولاينجي من ذلك إلا توبةٌ عامةٌ مما يعلمه من ذنوبه ومما لايعلمه
ولهذا قال النبي صل الله عليه وسلم:
«الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل
فقال أبو بكر: فكيف الخلاص منه يا رسول الله؟
قال:أن تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم
وأستغفرك لما لا أعلم»
رواه البخاري في الأدب المفرد
ثالثاً:ترك التوبة مخافةَ الرجوع للذنب
أو خوفًا من لمز الناس
أو مخافة سقوط المنزلة
وذهاب الجاه والشهرة
وهذا خطأ يجب تلافيه
فعلى العبد أن يعزم على التوبة
وإذا رجع إلى الذنب فليجدد التوبة مرة أخرى وهكذا
وعليه أن يدرك أنه إذا تاب عوّضه الله خيرًا مما ترك
رابعاً:التمادي في الذنوب اعتمادًا على سعة رحمة رب العالمين
وهذا خطأ عظيم
فكما أن الله غفور رحيم فإنه شديد العقاب
{وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} "الأنعام من الآية147"
خامساً:توبة الكذابين
الذين يهجرون الذنوب هجرًا مؤقتًا لمرض
أو عارض
أو مناسبة
أو خوف
أو رجاء جاه
أو خوف سقوطه
أو عدم تمكُّن
فإذا أتتهم الفرصة رجعوا إلى ذنوبهم
فهذه توبة الكذابين
وليست بتوبة في الحقيقة
ولايدخل في ذلك من تاب
فحدثته نفسه بالمعصية
أو أغواه الشيطان بفعلها ثم فعلها
فندم وتاب فهذه توبة صادقة
كما لايدخل في ذلك الخطَرَاتُ مالم تكن فعلًا متحققًا
بِأَوَاخِرِهَا
وَالْأَعْمَالَ بِخَوَاتِيمِهَا
وَالْعَاقِبَةَ مَسْتُورَةٌ
كَمَا قِيلَ:
لَايَغُرَّنَّكَ صَفَا الْأَوْقَاتِ
فَإِنَّ تَحْتَهَا غَوَامِضَ الْآفَاتِ
فَكَمْ مِنْ رَبِيعٍ نَوَّرَتْ أَشْجَارُهُ
وَتَفَتَّحَتْ أَزْهَارُهُ
وَزَهَتْ ثِمَارُهُ
لَمْ يَلْبَثْ أَنْ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ سَمَاوِيَّةٌ
فَصَارَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا} "يونس24إِلَى قَوْلِهِ"
{يَتَفَكَّرُونَ} "يونس24"
فَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ كَبَا بِهِ جَوَادُ عَزْمِهِ
فَخَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ
وَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ وَقَدْ شُوهِدَ مِنْهُ خِلَافُ مَاكَانَ يُعْهَدُ عَلَيْهِ
مَاالَّذِي أَصَابَكَ؟ فَقَالَ:حِجَابٌ وَقَعَ
وَأَنْشَدَ:
أَحْسَنْتَ ظَنَّكَ
بِالْأَيَّامِ إِذْ حَسُنَتْ
وَلَمْ تَخَفْ سُوءَ مَايَأْتِي بِهِ الْقَدَرُ
وَسَالَمَتْكَ اللَّيَالِي فَاغْتَرَرْتَ بِهَا
وَعِنْدَ صَفْوِ اللَّيَالِي يَحْدُثُ الْكَدَرُ
لَيْسَ الْعَجَبُ مِمَّنْ هَلَكَ كَيْفَ هَلَكَ؟
إِنَّمَا الْعَجَبُ مِمَّنْ نَجَا كَيْفَ نَجَا؟
تَعْجَبِينَ مِنْ سَقَمِي
صِحَّتِي هِيَ الْعَجَبُ
النَّاكِصُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَنِ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ
خُذْ مِنَ الْأَلْفِ وَاحِدًا
وَاطَّرِحِ الْكُلَّ مِنْ بَعْدِهِ
وَأَمَّا أَصْحَابُ الْوَقْتِ:
فَلَمْ يَشْتَغِلُوا بِالسَّوَابِقِ
وَلَا بِالْعَوَاقِبِ
بَلِ اشْتَغَلُوا
بِمُرَاعَاةِ الْوَقْتِ
وَمَايَلْزَمُهُمْ مِنْ أَحْكَامِهِ
وَقَالُوا:الْعَارِفُ ابْنُ وَقْتِهِ
لَامَاضِيَ لَهُ وَلَامُسْتَقْبَلَ
وَرَأَى بَعْضُهُمُ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَنَامِهِ
فَقَالَ لَهُ: أَوْصِنِي
فَقَالَ لَهُ:كُنِ ابْنَ وَقْتِكَ

اللهم ردنا إليك ردا جميلا

عن الكاتب

فراس الفارس

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

الد لــAL-DALEELــيـل

2017