بقلم الفارس الليبي &هل أمريكا وعملائها سيبنون لنا وطن ؟ أمريكا التي طلبت من السعودية ودول الخليج دفع ثلث أنتاجها النفطي مقابل الحماية ، بل وحتى من اليابان وكوريا وألمانيا .. وأعلنت أن القدس عاصمة صهيونية ضاربة بكل القرارات والتاريخ عرض الحائط ..

ووقعت أن هضبة الجولان السورية أرض صهيونية في مخالفة وقحة لكل القوانين والمواثيق التي تؤكد أنها أرض محتلة .. وأعلنت الأنسحاب من اتفاقية المناخ التى تلزم الدول الصناعية بالحد من تلويث الغلاف الجوى بالانبعاثات الغازية ..

أمريكا التي تفعل كل مايناقض القوانين والأخلاق والقيم والشرائع .. هل تعتقد فعلا أنها أقرت الحظر الجوي في 2011 لحماية سرقيوة في بنغازي أو الفورتية في مصراتة أو ناكر في الزنتان أو زقروبة في الزاوية ؟ وأنها جاءت بأساطيلها المحملة باليورانيوم المخصب لأجل دموع إيمان العبيدي ؟ وأنها أقتادت خليفة حفتر من تشاد لتمنحه بيت في فرجينيا ومرتب لعقدين من الزمن ، وتأتي به في 2011 إلى ليبيا لأجل تحقيق أستقرار وتأسيس جيش وطني ؟ وأنها أحتضنت جبهة الأنقاذ المعارضة وأتت بأعضائها في 2011 لتحقيق الديمقراطية والحريات ؟ وأنها أرسلت ست مبعوثين من الخطيب ومارتن ومتري وليون وكوبلر حتى غسان لتحقيق الأمان والرفاهية ؟ وأنها وضعت ليبيا تحت سيادة قوة الأفريكوم لمكافحة الأرهاب والهجرة والجريمة والتهريب ؟

الحقيقة التي يؤكدها التاريخ أنها دولة بنيت على القتل والنهب .. بداية من نشأتها على جثت 100 مليون من الهنود الحمر ، ثم غزو نيكارغوا 1833، ثم البيرو 1835 ، ثم أحتلال أرض من المكسيك 1848 إلى يومنا هذا وسميت ولايتي تكساس وكاليفورنيا ، ثم غزو الأوراغوي 1855 ، ثم غزو كولمبيا 1873 ، ثم التدخل في تشيلي ، وأحتلال هاييتي 1934 ، وكوبا حيث أستولت علي خليج غوانتنامو الذي تقيم فيه سجن سئ السمعة .. ثم الحرب الكورية 1950 التي كلفتها 341 مليار دولار وقتل فيها 34 ألف جندي أمريكي ، ثم الحرب العالمية وقصف اليابان بقنبلتين ذريتين 1945 قتلت ربع مليون شخص ، ثم حرب فيثنام 1955 قتلت فيها أكثر من مليونين وجرحى أكثر من 3 ملايين وشردت 12 مليون ، ثم غزو بنما 1989 ، وحرب أفغانستان 2001 ، وحرب العراق 2003 التي قتل فيها أكثر من مليوني عراقي .. وأخيرا الحرب علي ليبيا في 2011 ..

هذه نبذة مختصرة .. فهل دولة تقود كل تلك الحروب المدمرة في كل بقاع العالم بكل أنواع الأسلحة الفتاكة التي تدمر البيئة وتقتل خصوبة التربة وتفني البشر .. هل تعتقد أنها تعرف معنى الديمقراطية وحقوق الأنسان وقيم الحرية !!

مجنون أو غبي أو عميل .. إذا فكرت للحظة أن هذه الأمريكا ومن أتت بهم على أجنحة أساطيلها سيحققون لك سيادة أو كرامة أو أستقلال ؟ فهي لاتعترف إلا بالوصاية علي قرارك ، ونهب مواردك ، والهيمنة على أرضك .. وتستخدم من أجل ذلك الأساطيل والإعلام والعملاء .. بعضهم ببدلة عسكرية في الرجمة ، وبعضهم بربطة عنق في أبوستة ، وبعضهم بشبشب صبع في مليشيات مناطقية ، وبعضهم بلحية وأزار في دار الافتاء ومنابر المساجد ومجاهدي الخلافة ... الفارس الليبي