السلام عليكم ؛
حل مشاكل ليبيا فيها، و ليس في خارجها و هو بين يديك و ليس بين يدي الأجنبي. كلما نشدت الحل خارج ليبيا كلما تعقّد، و كلما طلبته من الأجنبي غُلّت يداك.
الحل هو ان تتصرف بصلاحيات وظيفتك رئيساً للبرلمان ..
صحيح ان البرلمان معيب ، و ذلك ليس لان حكما قضائيا صدر ضده. إن ذلك الحكم لا يمس شرعية البرلمان لان الشعب هو من انتخبه و قرار الشعب هو بمثابة تصحيح للخطأ الذي قد تكون احتوته آلية انتخابه؛ فالمحكمة التي حكمت مصدر سلطتها الشعب و احكامها باطلة إذا لم تصدرها بإسمه، و على هذا يكون الشعب بالإنتخاب قد صحح الخطأ الذي تعلق بقانون الانتخاب، و صار حكم المحكمة الذي جاء بعد قرار الشعب لا محل له..
البرلمان معيب لأنه قام على قاعدة باطلة هي الإعلان الدستوري الصادر عن من اغتصب السلطة من الشعب بقوة السلاح و اطاح بمؤسسات الدولة فصارت بلا نظام؛ و لكن هذا العيب الشنيع نفترض ان الشعب قد صححه بإنتخابكم نوابا عنه انت و رفاقك بنية استعادة مؤسسات الدولة كأولوية:
المؤسسات القضائية و الأمنية بالدرجة الأولى لإستعادة المؤسسات الخدمية الأخرى و استعادة البلاد و امنها القومي على اي نحو و بأي شكل للحكم .. مملكة .. جمهورية .. جماهيرية..
هل فعل البرلمان شيئا من هذا؟
الإجابة واضحة في الواقع الذي تعيشه ليبيا؛ و مع كل هذا الواقع فإن الوقت لم يفت بعد ؛ بل ان الظروف مهيئة اكثر لما يجب و ينبغي القيام به ، مما تحتاجه البلاد و يريده الشعب و الذي اينما ذهبنا لن يخرج عن الآتي:
▪︎ تمكين النظام القضائي في ليبيا من العمل؛ باختيار مستشارين للمحكمة العليا و نائب عام و تحديد مكان مناسب لهم يستطيعون العمل منه و حماية حقوق المواطنين و الوطن..
▪︎ تقسيم البلاد إلى أقاليم جغرافية بمعايير علمية بأي إسم و شكل: مقاطعات .. محافظات .. ولايات .. اقاليم.. الخ ؛ تمنح صلاحيات واسعة في الادارة و الحكم..
▪︎ تشجيع المواطنين على إنشاء البلديات كمؤسسات أهلية تعتمد على مواردها المحلية مثل بقية الدول لتضييق نطاق مشاكل الخدمات و اشراك الناس في حلها...
▪︎ اختيار حكومة يملك اعضاؤها الموارد اللازمة للحكم: المعرفة و الكفاءة و الإخلاص و الجرأة ..
▪︎ الإستعانة بأصدقاء ليبيا الذين من طينتها، خصوصاً خصوم عدوها الذي اطاح بها، لمساعدتها في حل مشاكلها الفنية التي تعيقها: السيطرة على اموالها ، التنظيم الإداري و المالي، ادارة الاقتصاد و تنمية الموارد و ادارتها ، التخطيط و التنمية و خلق فرص العمل ... الخ
و هذا ممكن جدا بالإستعانة بكفاءات ليبيا السابقة حتى على سبيل الإستشارة:
الوزراء في عهد الجمهورية و بعض الامناء .. القياديون الإداريون .. القياديون النقابيون .. القياديون الأمنيون .. الخ
فإذا فعلتم هذا و ما يستتبعه تكونوا قد وضعتم البلاد على طريق استعادتها ..
هذه هي الوجهة التي يجب ان يتركز جهدكم فيها اما الخارج فهو لا يريد بليبيا خيرا و يكفي مثالا واحدا لذلك: هل اتصل بكم السفير الأميركي الذي لم يقدم اوراق اعتماده لكم كما يوجب القانون قبل ان يظن فيكم عوناً لمشروعه الذي يقوم على فكرة المدن المنتصرة على النحو الوارد في خطابه امام الكونجرس الأميركي و هو يرشح نفسه للمنصب؟
إن فكرة المدن المنتصرة هي خميرة مشروع تقسيم ليبيا و هي ستأتي حتى على مشروع "القسمة التاريخية للبلاد" المعروض منكم و الذي اجتازه العلم و صار من التاريخ ؛ و هي خطيرة جدا لانها تقوم على الغلبة و ليس التوافق و قد تشرع هذه القاعدة و هي حتما تقود الى ذلك؛ فتنزع من الليبيين وطنهم ..
اليوم لا أحد غيركم يتحمل مسؤولية ما عليه البلاد و الناس من أحوال؛ فهل تعون ذلك ؟
و السلام ختام