تقارير وأخبار
محررالد لــــALDALELــيــل>>جائحة كورونا جلبت تغييرات عديدة إلى حياتنا ومعها الكثير من الغموض، فقد قلبت روتيننا اليومي رأسا على عقب، وفرضت ضغوطا مالية جديدة على الملايين فضلا عن العزلة الاجتماعية وإجراءات الإغلاق المتفاوتة الصرامة.
وهناك أيضا القلق من الإصابة بالمرض والخوف من فقدان قريب بسببه ومدة انتشار الوباء المجهولة وما سيجلبه الغد، إلى جانب الحزن والإحباط على عدة مستويات من إلغاء مناسبات قد لا تتكرر كأعياد الميلاد ومراسم التخرج، حتى المرض الشديد أو الموت.
الأخبار التي لا تنقطع والتي تتغير باستمرار عن الوباء، لا تساهم في تخفيف المخاوف المرتبطة بالفيروس الذي أصيب به أكثر من ثلاثة ملايين و598 ألف شخص حول العالم فيما توفي جراءه أكثر من 251 ألفا آخرين حتى صباح الثلاثاء.
وخلال هذه الأوقات الصعبة التي ينتشر فيها الخوف من العدو الخفي الذي يتجول في الهواء الذي نتفسه، تضاف الأخبار الكاذبة والشائعات إلى المشهد.
ورغم أن هناك من نجح في التأقلم حتى الآن مع كل ذلك، إلا أن خبراء يشعرون بالقلق من أن الصمود العاطفي للكثيرين سيبدأ في التلاشي مع استمرار وجود المرض.
مستشارة الصدمات والأستاذة في جامعة كين بولاية نيوجرسي، جين ويبر، قالت لشبكة CNN "إننا نعيش باستمرار مع مستوى من الخوف، حالة من الإثارة الشديدة، مثل تلك التي يعيشها كل يوم الجنود القدامى الذين شاركوا في حربي فيتنام والعراق".
وأضافت ويبر التي قدمت المشورة لناجين وأسر بعد هجمات 11 سبتمبر، أن "نظامنا العصبي يمكن أن يبقى فقط في تلك الحالة المرهقة والمحمومة لفترة معينة قبل أن ننهار".
الأخصائية في علم النفس شونا سبرينغر، التي أمضت عقدا في العمل مع قدامى المحاربين الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، قالت للشبكة "أسميها 'الاستجابة للتهديد المزمن' وهي تصعيد للعديد من الأعراض نفسها المرتبطة بإجهاد ما بعد الصدمة مثل مشاكل النوم، والقلق الشديد، وصعوبات في التركيز".
ما هي بعض العلامات على أن القدرة على التحمل بدأت تتلاشى؟
- "عندما تصبح الكوابيس شيئا عاديا ونوعية نومنا سيئة باستمرار، تكون تلك أولى العلامات أننا نحتاج إلى تحسين صحتنا العقلية" وفق سبرينغر.
- التركيز على الأخبار السيئة التي تكاد لا تنقطع في زمن كورونا قد يكون علامة أخرى على أن القدرة على الصمود بدأت تعاني.
- فقدان الاهتمام والاستمتاع بأمور معتادة، قد يكون من "أخطر العلامات" وفق سبرينغر التي أوضحت أنه "عندما لا نجد متعة في أي شيء ونبدأ في الشعور بالخدر النفسي بدلا من التواصل مع الآخرين والقيام بأشياء مهمة بالنسبة لنا، فهذه علامة على أننا قد نحتاج إلى المساعدة والدعم".
- إذا كان التهديد الذي يشكله الوباء العالمي قد أعاد إيقاظ الشعور بالعجز مثل مواجهة العنف المنزلي أو فقدان الهوية أو الهدف بعد التسريح من العمل، فإن ذلك قد يكون أيضا علامة على وجود خطر.
سبرينغر تقول إن "الشعور الهائل بالعجز هو ما يؤدي غالبا إلى أعراض الصدمة"، مضيفة أن الذين سرحوا من أعمالهم يمكن أن يشعروا وكأنهم فقدوا هوياتهم بسبب غياب الأدوار والعلاقات التي كانت تعطي معنى لحياتهم.
وعندما يتحول الشعور بالعجر إلى قلق سوداوي ومعجز، قد يكون ذلك علامة أخرى على الحاجة للمساعدة.
- الشعور بالإحباط الشديد الذي يؤدي إلى التفكير في الانتحار علامة على الحاجة الفورية لمساعدة أخصائيين.
كيف يمكن مساعدة النفس؟
- ينصح الخبراء بالتواصل مع الآخرين لكن ليس بشكل مباشر، إذ أن بالإمكان الإبقاء على التواصل مع الأصدقاء والأقارب قائما حتى وإن كان هناك تباعد جسدي بين الطرفين.
ولعل وفرة الخيارات التكنولوجية للتواصل مثل فيستايم وفيسبوك وزوم، تساعد في إبقاء ذلك الباب مفتوحا وتتيح رؤية الأحباء.
- التنفس العميق يساعد أيضا، وفق ويبر التي قالت إنه من أكثر ما يتم تعليمه للأشخاص خلال جلسات العلاج التي تقدمها، مضيفة "إنه مجاني، لا يكلف أي شيء ويعمل حقا".
ومن أجل تنفس عميق بطريقة صحيحة تقول "تنفس من الأنف، احبس النفس ثم أخرجه ببطء من فمك كما لو كنت تتنفس من خلال قشة الشرب".
- إظهار الامتنان من العادات التي ينصح بها الخبراء. وتقول ويبر إنها تقترح أن يكتب الفرد كل يوم شيئين أو ثلاثة تجعله يشر بالامتنان لما لذلك من أثر على رؤية الفرد للعالم.
-التحكم في الوضع العقلي للحيلولة دون تحول القلق إلى شيء أكثر قتامة. ويمكن العمل على التحكم في الأفكار التي تدور في الذهن.
ووفق سبرينغر "إحدى طرق القيام بذلك هي إخراج ورقة، ووضع خط في المنتصف، ثم تدوين الأشياء التي لا يمكننا التحكم بها الآن على أحد الجانبين، وعلى الجانب الآخر كتابة ما يمكننا السيطرة عليه".
ومن خلال ذلك يمكن تحضير خطة عمل تسمح بالمضي قدما في تلك الأشياء التي يمكن السيطرة عليها.
المصدر :الحرة واشنطن