-->
الد لــAL-DALEELــيـل الد لــAL-DALEELــيـل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

📚 قبسات ب ✍️ لاستاذ عمر رمضان 📚



سورة النساء ترتيبها السورة الثالثة في "ترتيب الهداية " أو ما يعرف بــ "ترتيب التلاوة" وهو ترتيب " المصحف الإمام " المنقول بالتواتر والسماع والتلقي المباشر عن " الرسول العظيم " صلى الله عليه وسلم
وهي واحدة من 10 سور افتتحت بـ " النداء " يا أيها "
ومنها سورة المائدة " يا أيها الذين آمنوا أو فوا بالعقود "
وسورة الحجرات " يا أيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله "
وسورة الأحزاب " ييا أيها النبيء اتق الله ولاتطع الكافرين "
وسورة النساء هي واحدة من سورتين افتتحت بــ " يا أيها الناس " على وجه التخصيص والثانية هي سورة الحج" يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم " والنساء " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلققكم منن نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء "
وسورة النساء هي واحدة من 29 سورة مدنية في القرآن الكريم ونزلت بعد الممتحنة
وترتيبها في النزول السورة السادسة
وسورة النساء تضمنت كثيرا من الأحكام التي تخص " الأحوال الشخصية " في المعاملات وركزت على على أسباب " العشرة والمخالطة " بين الناس ومنها " أسباب الخلق والتكوين " في بدايات الإنسان والخليقة كالنسب والمصاهرة
وركزت على " أسباب التعاهد" و"التعاقد" فيما بين الناس وما يتعلق بذلك من " المواريث " والأموال والنكاح ومايحرم ومايحل من النساء وبعض الأحكام الأخرى
كــ التحكيم في الخصومات الزوجية والتربية والمراقبة والمتابعة لأسباب الشذوذ ومظاهر الفساد السلوكي إلخ
( واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا
وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وماملكت أيمانكم
إن الله لايحب من كان مختالا فخورا ) الآية 36 سوة النساء
والآية التي نقبس منها قبسات الهداية هي جزء من "الميزان " الذي فتحنا به "القبسات " ابتداء من "سورة الفاتحة " فــ الميزان هو الميزان لايختل ولايتغير
فــ نحن في الفاتحة وقفنا أمام قوله تعالى " إياك نعبد " لنجد أنفسنا الان أمام الميزان نفسه ( واعبدوا الله ) وعبادة الله ليست مجرد مظهر ولاهي " كلام " يطن ويرن بلا روح ... ( اعبدوا الله ) تعني " كونوا عبادا لله " لايبحثون عن "دليل لعبادتهم
لــ مولاهم بل هو يجعلون عبادتهم لــ مولاهم دليل الأدلة فـ العبودية الصادق الخالصة لله تعالى هي أساس " الكون " فــ العبادة لله هي سر الخلق ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) فـ نحن مخلوقون لــ عبادة الله ليس إلا
والعبادة لله هي سر وجودنا فإذا خلا وجودنا من العبادة فقد خلا وجودنا من سر وجودنا وصار وجودا فارغا تختلط فيه المفاهيم ويكون فيه " العبد " بلا عبادة أي إنه فقد سبب وجوده في الكون .... فالعبد المخلوقق للعبادة إذا لم يكنن عبدا حققا فهو لامعنى ولامبرر لوجوده ولهذا جاء التأكيد بصيغة المر الجازم الحاسم (واعبدوا الله ) ثم جاء الغربال والميزان للتصفية والقياس ( ولاتشركوا به شيئا ) و" شيئا " تعني أي شيء نجعله " شريكا لله " أي شيء من " المفاهيم " و" المقاييس " و"الموازين " و"الحجج " و"الأدلة " الفارغة التي نصطنعها نحن لنجعلها دليلا على " وجود الله " كان الخالق العظيم يحتاج وجوده إلى دليل وكأننا نحن ونحن العبيد لسنا دليلا على وجود المعبود .... فالعبادة فينا ونحن العبيد هي الدليل الصارخ على وجود المعبود
فــ من آمن بــ عبوديته لــ مولاه فقد جعل ننفسه دليلا على وجود المعبود عز وجل
(اعبدوا الله ) عبادة خالصة و( لاتشركوا به شيئا ) من رياء أو مظاهر فارغة فهو ـــــ وحده عز وجل ــ المعبود المقصود الواحد الحد الفرد (الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ) وهذا الإيمان هو الروح فينا وهو الروح في وجودنا وهو الروح في الكون فإذا نسلخنا عنه فقد انسلخنا عن وجودنا ومبرر وجودنا
ومازلنا في مواجهة الميزان نفسه ... فما يزال ميزان "البر" يواجهنا ويدلنا ويهدينا إلى "الصراط المستقيم " الذي طلبنا من مولانا ( اهدنا الصراط المستقيم ) والميزان يقول لنا باستمرار إن البر هو ( وبالوالدين إحسانا زبذي القربى واليتامى والمساكين
والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم
إن الله لايحب من كان مختالا فخورا ) والآية تؤكد الميزان بكفتيه
كفة العبادة التي هي سر العقيدة وروح الدين
وكفة المعاملة التي هي روح العقيدة وصفاء الإيمان
العبادة تسليم وطاعة
والسلوك روح العبادة
ولايكون المسلم مسلما إلا وهو طاعة وتسليم في عقيدته وفي سلوكه
وختام الآية هو الميزان ( إن الله لايحب من كان مختالا فخورا )
مختالا بمال الله يكتنزه له ويستأثر به
ومختالا يرى نفسه خيرا من غيره كما رأى إبليس نفسه خيرا من آدم
ومختالا ينسلخ من "عبوديته لله" فكأنه هو إله نفسه وكأنه هو صاحب الرزق وخالق الكون ومانح النعمة وهو المعطي وهو المانع فهو ينفخ نفسه ويختال على والديه حتى يلغيهما فلا يراهما إلا عجزا وتخريفا ورجعية وتخلفا وعارا يهرب منه وحملا يتخلص من أثقاله ومظهرا لايناسب " إنسانا مختالا " بثروته وعافيته وشبابه وزهوته
ومختالا فخورا منفوخا بما عنده يقول ما قال قارون عن ثرائه وماله " إنما أوتيته على علم عندي " ويكرر ماقاله فرعون منفوخا بالعزة بالإثم " أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي " حتى يبلغ به الاختيال والفخار أن يقول " أنا ربكم الأعلى " فإن لم يقلها لسانه قالها سلوكه المنفوخ اختيالا وفخرا فارغا

عن الكاتب

فراس الفارس

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لـ

الد لــAL-DALEELــيـل

2017