ليس هذا التدافع الأوروبي الروسي الأميركي حول حالة ليبيا و الحماس الطاريء نحو حلها الا نتيجة لضغوطات اقليمية فرضتها المعاهدة بين تركيا، وشيء من ليبيا الضعيفة ؛ و لكن قد تكون هذه المعاهدة قدمت خدمة لليبيين على خلاف ما يريد صاحباها ..
لقد دفع التعاهد المشبوه مع تركيا الأجانب اصحاب المصالح في ليبيا للتحشد لتحقيق حل سياسي فيها يضمن مصالحهم؛ ليثبتوا بذلك تمسكهم بما اعلنوا عنه أن " الحل في ليبيا سياسي و ليس عسكري" و هي عبارة حملها عموم الليبيين على معنى أن الداعي بها يعني أنه لا يريد الحرب و لكن الحقيقة ان الداعي بها يقصد : تحاربوا ما شئتم ؛ تقاتلوا و تباغضوا و لكن لن يكون بوسع المنتصر منكم ان يفرض بالقوة حلا على المهزوم لا يباركه الأجنبي!
في هذه المعمعة يحسب لأميركا أنها انحازت و اعلنت انحيازها و تمسكت به؛ و هي طريقة تتبعها منذ أن اعتلى "ترامب" سدة حكمها ..
حتى الإيطالي أكثر الخاسرين الأجانب من دمار ليبيا و أكثر الخاسرين من سلامها إذا تحقق دخل الحلبة على غير ما يريد. لم يخجل رئيس وزراء الطليان و هو يتكلم عن حقوق للشركات الإيطالية في ليبيا قبل سنة 11 حددها بملايير قليلة وتناسى أن لإيطاليا كانت الأولوية في كل فرص ليبيا التجارية منذ توقيع معاهدة الصداقة معها عام 8 ؛ لكنها اختارت ان تهدر تلك الفرص بمشاركتها غدرا في تخريب ليبيا و تحويلها إلى مصدر تهديد لها و لكل أوروبا بعد ان كانت مصدر ثراء مأمول ..
لاشك أن التعاهد مع تركيا جمع معظم أوروبا على رأي واحد حول ليبيا؛ لكن يظل أكثر مايخيف في الملعوب الأخير فتور فرنسا الرائية لنفسها كصاحب الحصة الأكبر فيما جرى لليبيا منذ ان حطتها مع جميعها في نار الفتنة.
حتى اتصال بوتين برئيسها أخيراً لا يبدد الشكوك حول نواياها ؛ فقد فهم الإتصال على أنه جاء بطريقة "لخطور" المتأخر ...
هذا عن الخارج..
اما عن الشعب الليبي المسكين المغلوب فيكتفي معظمه بالإبتهال إلى الله ان ينصر الحق و هو يرى ان الحق ما يتمناه ؛ بما يحمل على معنى انه قد ينصر الباطل رغم ان الله لا ينصر غير الحق و لو كان بخلاف ماتريد الناس ..
كما تكتفي شذبة منه بالتلاسن عن بعد من وراء حُجب بِهويّات منحولة في أغلبها لتأجيج الاحقاد، و قد اعتبرت نفسها من اصحاب الرأي و الدبارة و ليس من بينها من جاب رأيا يجمع الليبيين و لا ادبارة تنجدهم و ليتها سكتت و ليتها تسكت ، و لكن يظل العتب على الليبيين الذين يسمعونهم و ينقلون اقوالهم و يجارونهم فيما يرون مدحا أو قدحا ...
يظل كل ما يجرى منذ الأمس فرصة لليبيين؛ بإمكانهم إستثمارها؛ لا يهددها اذا دامت الا ان يظل الأجنبي هو من يديرها و خصوصاً الأمم المتحدة..
اما عن الشعب الليبي المسكين المغلوب فيكتفي معظمه بالإبتهال إلى الله ان ينصر الحق و هو يرى ان الحق ما يتمناه ؛ بما يحمل على معنى انه قد ينصر الباطل رغم ان الله لا ينصر غير الحق و لو كان بخلاف ماتريد الناس ..
كما تكتفي شذبة منه بالتلاسن عن بعد من وراء حُجب بِهويّات منحولة في أغلبها لتأجيج الاحقاد، و قد اعتبرت نفسها من اصحاب الرأي و الدبارة و ليس من بينها من جاب رأيا يجمع الليبيين و لا ادبارة تنجدهم و ليتها سكتت و ليتها تسكت ، و لكن يظل العتب على الليبيين الذين يسمعونهم و ينقلون اقوالهم و يجارونهم فيما يرون مدحا أو قدحا ...
يظل كل ما يجرى منذ الأمس فرصة لليبيين؛ بإمكانهم إستثمارها؛ لا يهددها اذا دامت الا ان يظل الأجنبي هو من يديرها و خصوصاً الأمم المتحدة..