هناك اقلام تجاوزت كل الخطوط الحمراء ، واستغلت الأحداث المأسوية التي تحيط بليبيا وشعبها وحالة الضياع والحروب والتنكيل والتدخل الأجنبي .
لتدق اسفين الفرقة ، وتضرب النسيج الاجتماعي الليبي ، في عروبته ودينه ، ومكوناته ، زارعة بذور الفتنة ، وصب الزيت على نار مشتعلة .
أنا لا أُزائد على وطنية احد ، ولكن ما كتبه وصرح به البعض ، يضع نفسه في دائرة الشك والتقويم ....
نعم رياح الأزمة قوية هزت جذور الشعب الليبي وفروعه ، اقتلعت بعضه وكسرت أغصان البعض .
وأصبحنا نتكلم خارج نطاق الوطنية ونردد وقائع تاريخية بين المشكوك فيها والكاذبة ....
نجري وراء تصريح لأردوغان والمليون تركي ، لنسقطه على جزء من الشعب الليبي ظلما وكذبًا ، وحقق بعض كتابنا ومثقفينا ما اراده هذا المستعمر ...
وبالأمس ينعت البعض شريحة اخري من الليبيين باليهود ....
وغيره يقسّمنا الى بدو متخلفين ، لا حق لهم في الوطن واخرون متحضرون يستحقون الحياة....
وهذا يقسمنا الى شرق غازي وغرب مدافع وجنوب منسي ....
وأخر يكتب واصفًا الليبيين بالغدر والخيانة وقتل بعضهم على مر التاريخ ...
قسمو الشعب الليبي وخونوا قبائله وشككوه في عروبته وإسلامه ومكوناته العرقيه ..
وكأن شعوب العالم من حولنا من أم واحدة واب واحد ودين فريد ، ولم تتقاتل يوما ، أو يُدان احد ابنائها بالخيانة ....!
الم يكن الشعب الفرنسي خليطا من الغال والباسك والليغوريين والرومان والجرمان ، كاثوليك وبروتستانت ومسلمين ويهود ولا دينيين ؟؟؟ والجنرال بيتان احد ابنائه وحكومة فيشي فرنسية .
الم يكن الشعب الألماني خليط من الجرمان والسلاف والصربيين والفريزيين والدينمركيين ، متعدد القوميات واللغة والدين ؟؟؟؟؟
دع كتابنا الأفاضل يسمّون لنا دولة واحدة من عرق واحد أو ديانة واحدة أو بدون اقليات....
هذا عن العالم القديم
ولاداعي ان نتكلم على العالم الجديد في امريكا وكندا وأستراليا عرقاً ولغة ودين ومعتقدات ...!!
يكفينا اختلافات سياسية لعلها مشروعة مادامت مرجعيتها ليبية
اتركو النسيج الاجتماعي ، نحن شعب صغير ، لا يتحمل القسمة...
لعلكم تكونون بخير في السنة القادمة .....